لا شك في أن ظاهرة الإرهاب عموما، والإرهاب الدولي علي وجه الخصوص، قد أضحت، منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين، إحدي الظواهر المهمة التي حظيت باهتمام الباحثين في مختلف مجالات القانون، والعلوم العسكرية والاستراتيجية، فضلا عن دوائر صنع القرار في عموم الدول. ويكفي للتدليل علي ذلك أن نلقي نظرة سريعة علي ذلك الكم الهائل من الدراسات التي أعدت حول موضوع الإرهاب منذ ذلك الحين. كما ظهر إلي الوجود العديد من الدوريات العلمية التي تخصصت في نشر البحوث والدراسات ذات الصلة بهذا الموضوع، ومنها -علي سبيل المثال لا الحصر- مجلتا: "الإرهاب Terrorism"، و"الصراع Conflict"، هذا إلي جانب العديد من المعاهد والمؤسسات العلمية التي جعلت من موضوع الإرهاب واحدا من أبرز أنشطتها البحثية، ومنها: معهد دراسات الإرهاب الدولي التابع لجامعة نيويورك، ومؤسسة رائد في سانتامونيكا في كاليفورنيا، ومركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن، ذو الصلة الوثيقة بوزارة الخارجية الأمريكية، من أجل تجريم الإرهاب، ومحاولة وضع المعايير الدولية التي تكفل التمييز بينه وبين صور العنف الأخري التي قد يلجأ إليها في إطار الكفاح المشروع من أجل التحرر الوطني، واستعادة الحقوق الوطنية المفترضة.