ازدادت مخاطر التطرف والإرهاب في أوروبا والعالم، ولاسيما بعد الأحداث الأخيرة في باريس، التي راح ضحيتها أكثر من 130 شخصا، وأحداث "سان برناندنيو" بالولايات المتحدة، وتونس، وغيرها من جانب، وزيادة الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، من جانب آخر. فقد توعد أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، بالانتقام من الدول التي تقوم بالضربات الجوية ضد التنظيم. وقد زادت مخاوف الأوروبيين، ولاسيما في فرنسا وبريطانيا، وغيرهما من البلدان الأوروبية. وأوضح مقياس أوروبي للرأي حول خطر الإرهاب أن نسبة مخاوف الأوروبيين من الإرهاب زادت إلي 49٪، كما أن نسبة من تري أن الإرهاب هو التحدي الأمني الأول لأوروبا بلغت 65٪.
وتتعدد تعريفات التطرف والإرهاب، وكذلك تتنوع مصادره، وأصوله، ومنابعه، كما تمتد طرق مواجتهه ومحاربته من الفكر إلي استخدام القوة. ويعد تهديد تلك الجماعات المتطرفة التي ترتكب أعمال عنف وإرهاب خطرا وتهديدا كبيرين علي الجميع، وتطول أيديه شعوبا متنوعة، ورجالا، ونساء، وأطفالا. ويتطلب هذا الأمر تكاتف جهود الجميع من حكومات ومجتمعات للتقليل من هذا الكابوس الذي سيستمر في الأمد المنظور لوجود الأسس والبيئات التي تساعد علي ظهوره ونموه. وتركز تلك الدراسة القصيرة علي الوقوف علي مصادر التطرف والإرهاب المختلفة، وطرق مواجتهه، ولاسيما في المجتمعات الأوروبية. حيث سيتم التركيز علي التجربة البريطانية، حيث تتناول الدراسة مصادر ومنابع التطرف والإرهاب، مثل بعض المدارس الإسلامية، والمساجد، وسياسات إدماج المسلمين الفاشلة، ثم تعرج علي طرق مواجهته الداخلية، ولاسيما الجوانب الدينية والأمنية وغيرهما، وأخيرا سياسات بريطانيا الخارجية في مواجهة الإرهاب، خاصة بعد أحداث باريس.