قد يعتقد الذين يسمعون اسم روسيا تاليا -أو سابقا- للجمهورية الإسلامية في إيران أننا بصدد حليفين يتشاركان استراتيجيا في العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية. السبب في ذلك أن روسيا الاتحادية هي التي قادت إيران نحو الوصول إلي إنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة المفاعلات النووية، وأنه مادام التعاون المشترك بين الدولتين قد وصل لهذا القدر والمستوي، وأنه مادامت روسيا هي الداعم الدولي الأول للبرنامج النووي الإيراني، منذ اندلاع الأزمة المتعلقة به في 2003، وأنه ما دامت رؤي الدولتين قد تطابقت بشأن الأزمة السورية، والرفض المطلق لفكرة أو أطروحة "رحيل بشار الأسد"، فإن النتيجة الطبيعية والمنطقية هي أننا أمام حليفين من نوع خاص، أو أننا أمام وبصدد "شراكة استراتيجية" بين الدولتين.
لكن من ينظر في التفاصيل الخاصة بالمشهد الإيراني - الروسي، سوف يجد بعضا من أشكال مظاهر أو أنماط الاختلاف بين الدولتين في عدد من القضايا والملفات الأخري، والتي من بينها عدم توصل الدولتين -في إطار مجموعة دول بحر قزوين- إلي تقسيم مرض للثروات الطبيعية الموجودة في هذا البحر، نتيجة لاختلاف المداخل الخاصة بالرؤي المطروحة من جانب الطرفين لعملية تقسيم ثروات بحر قزوين.