تحولت الحدود السياسية في الشرق الأوسط إلي أحد المغذيات الرئيسية لعدم الاستقرار الداخلي والإقليمي. فبحكم تعريفها كخطوط فاصلة تبدأ وتنتهي عندها سيادة الدولة علي أراضيها، ارتبطت بسياقين محوريين، أحدهما داخلي، يتعلق بقدرة الدولة القومية علي تأمينها من أي تهديدات قائمة أو محتملة، والآخر خارجي، ينصرف لطبيعة تأثيرات السياقات الإقليمية والدولية في أمن الحدود.
وبعدما تركزت تهديدات الحدود في المنطقة علي احتمالات تعرض الدولة للغزو، أو اختراق سيادتها، أو تغيير شكل حدودها بالقوة من قبل دولة مجاورة، صارت الحدود معبرا ومصدرا لنوعية من التهديدات غير التقليدية ذات الطبيعة المتشابكة والمتصاعدة في آن واحد، مثل تصاعد الإرهاب العابر للحدود، والجريمة المنظمة (كتهريب سلاح وبضائع، هجرة غير شرعية)، وتدفقات اللاجئين بين الدول، إثر انتشار الصراعات الداخلية المتنقلة عبر الحدود، خصوصا في مرحلة ما بعد الثورات.