كان الحادي والعشرون من سبتمبر 2015 يوما تاريخيا لليمن، وربما المنطقة، فقد سقطت في هذا اليوم العاصمة اليمينية صنعاء في يد جماعة الحوثيين، ليتغير جذريا المسار الذي دشنته المبادرة الخليجية لترشيد وتقنين التحول الديمقراطي، بعد ما يزيد علي خمسة وثلاثين عاما من حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
فقد شهدت الفترة السابقة علي سقوط صنعاء تطورات مهمة، علي خلفية الأوضاع التي دفعت الشعب اليمني إلي الحراك الثوري، ثم المسار الذي سارت فيه الثورة اليمنية، بدءا من الدور الخليجي، مرورا باللاعب الإيراني وتدخله المستمر، وصولا إلي الفاعل الدولي، ممثلا في الولايات المتحدة، وضرباتها المتكررة ضد قواعد تنظيم القاعدة في الأراضي اليمينية. وفي ضوء انفجار الأوضاع وتحولها إلي مواجهات مسلحة، فإن تساؤلا رئيسيا يدور حول الأسباب والعوامل إلي أدت إلي تعطل الجهود الدبلوماسية، والتوجه نحو القوة العسكرية. ويرتبط به تساؤل آخر مهم ما بعد الخيار العسكري، هو: هل ستصعب العودة إلي الحل السياسي؟ وإن كانت لا تزال ممكنة، فما هي فرص نجاحها، وضمانات الحيلولة دون الارتداد مرة ثانية إلي هوة الصراع العسكري؟.