ثمة وقائع متتالية جرت علي مدي الأشهر الثمانية الأخيرة، أماطت اللثام عن "مافيا" بحرية ضخمة تخصصت في الإتجار في النفط المسروق، أو المتنازع عليه في محيط الشرق الأوسط.
فقد تكررت إفادات صحفية عن اختفاء ناقلات نفط، ثم ظهورها خاوية الحمولة قبالة عدد من سواحل دول البحر المتوسط، في ملابسات أقرب ما تكون إلي الروايات البوليسية ذات الطابع الشيق.
تكشفت الخيوط الأولي لهذه "المافيا" مع اختفاء ناقلة النفط "يونايتد كالافرفتا"، في نهاية أغسطس (2014)، من سواحل تكساس بالولايات المتحدة، بعدما كانت محملة بما قيمته 100 مليون دولار من النفط الخام، المتنازع عليه بين إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية.
أثار النبأ الذي بثته وكالات الأخبار حينها لغطا واسعا حول شيء بحجم ناقلة نفط، اختفي عن الأنظار، وعن أنظمة التعقب، سيما وهو محمل بمثل هذه الشحنة النفطية الضخمة.
وجاءت صياغة وكالة "رويترز" لخبر الاختفاء دقيقة ومثيرة للتساؤلات بأكثر مما أمدت القارئ بإجابات: "يوم الخميس، لم يظهر علي نظام إيه.آي.إس لتتبع حركة السفن الذي يستخدمه خفر السواحل الأمريكي، وتستخدمه أيضا وكالة رويترز، أي مكان معلوم للناقلة "يونايتد كالافرفتا" التي تحمل مليون برميل من الخام، وكانت ممتلئة بنسبة 95 عندما اختفت. وقامت ناقلات أخري تحمل خاما، محل نزاع من إيران أو إقليم كردستان العراق، بتفريغ شحناتها، بعد أن أغلقت أجهزة التتبع، وهو ما يؤدي إلي صعوبة رصد تحركاتها".