في الخروج المصري إلي الإقليم فرص مفتوحة علي أدوار ممكنة، ومخاطر كامنة في تورطات محتملة. لا يمكن أن تكون الحسابات دقيقة دون أن يمتد البصر فوق الجغرافيا السياسية المشتعلة بالنيران علي اللاعبين الرئيسيين.
وفي كل حساب، نجد أن إيران لاعب رئيسي لا يمكن تجاهله. للحديث معه ضروراته الملحة، الآن وليس غدا. هناك طرف خيط في الحديث، لكنه يتقطع كلما امتد، ويتوقف في الخطوط الخلفية دون أن يخرج إلي العلن الدبلوماسي. ورغم أن دول الخليج جميعها تربطها علاقات دبلوماسية كاملة مع طهران، فإنها تلح علي ألا تكون للقاهرة علاقات مماثلة، وهذا يستحق المراجعة بجدية.
فإذا لم تتحرك مصر الآن، وتزيح الحواجز، وتعلن عن حضورها، وتتحدث مع الأطراف الرئيسية الأخري، أيا كانت حدة الخلافات، فما معني أي تحرك تال بعد أن تأخذ الأزمات مدي قد يقوض الإقليم كله؟.
طلب التوازن الإقليمي طبيعي ومشروع، غير أن تكبيل الدبلوماسية المصرية قضية أخري تقوض كل فرصة في اكتساب أية أدوار إقليمية محتملة.