حالة فريدة تلك التي يمر فيها النظام العالمي الآن تتطلب إبداع مناهج جديدة في تحليله. لم يعرف النظام العالمي "منذ نشأة الدول الوطنية" أو القومية Nation States مثل هذه الحالة التي ربما يجوز وصفها، مع شيء من التجاوز، بأنها حالة نظام غير منظم يعاني اضطرابا في هيكله، وارتباكا في أدائه، وسيولة في قمته، وعجزا عن احتواء التدهور الآخذ في الانتشار، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، دون أن يقتصر عليها.
وقد وصل تفاقم هذه الحالة إلي مستوي فرض علي المشاركين في الدورة الحادية والخمسين لمؤتمر ميونيخ السنوي للأمن إصدار تقرير جاء عنوانه معبرا عن جوهر الأزمة التي تنطوي عليها حالة النظام العالمي الآن، وهو "نظام متداعٍ وحراس مترددون" Collapsing order, reluctant guardians.
ويرصد هذا التقرير ملامح أساسية لحالة النظام العالمي، من خلال تحليل الأوضاع الأمنية في العالم عام .2014 ولعل أهم ما يطرحه هو أن العالم يشهد بداية مرحلة لا سابقة لها، سواء من حيث تكاثر الأزمات وتفاقمها، أو من زاوية عدم القدرة علي معالجتها، فضلا عن إيجاد حلول لها.