يعني علم الجغرافيا بدراسة شقين، أولهما يتعلق بمعطيات الطبيعة بطيئة التغير، ثانيهما وأخيرا يتعلق باحتياجات البشر ونشاطهم سريعي التطور. وتميزت قواعد الجغرافيا عبر التاريخ بكونها إطارا شبه ثابت تتفاعل فيه الطبيعة مع نشاط الإنسان المتغير.
ومع تطور التاريخ والتكنولوجيا، ازداد أثر الفعل الإنساني في المعادلات المحددة لتطور فضاءات الجغرافيا في الواقع والعلم علي السواء، وبات أغلب ما يكتب بالأمس، في إطار علم الجغرافيا، خلفية لكتابة جغرافيا جديدة في الغد بالنظر إلي التغيرات المتسارعة، جراء النشاط البشري وتداعياته. ولذا، يمكن القول إن الحقيقة الأكثر ثباتا اليوم أنه بدون الإنسان، لا يمكن أن نتحدث عن علم الجغرافيا، بل مجرد علوم الأرض الأخري.
تعد الجغرافيا فرعا من علوم المعرفة بالأرض، يسعي إلي وصف توزيع الظواهر الطبيعية والبشرية علي سطح هذا الكوكب، وتصنيفها، وتحليلها، سواء ما يتعلق منها بالأماكن الطبيعية التي يعمرها الإنسان، أو التي يمكنه أن يعمرها، أو تلك التي يخلقها، ويحدث فيها تغييرا بأنشطته ومفاهيمه، والتعرف علي ما يتوافر في تلك الأماكن من موارد، ومدي قدرة الإنسان علي استغلالها، والتكيف مع بيئته الطبيعية المحيطة بما يحفظ عطاءها، ويوقف ما قد يصيبها من تدهور ( للمزيد طالع المجلة).