يواجه النظام الإقليمي العربي، منذ انطلاق الثورات العربية مع نهاية عام 2010، حالة من "إعادة التشكيل" لم تفصح -حتي اللحظة- عن مآلاتها المحتملة، لاسيما أن إيقاعات التغيير واتجاهاتها تبدو متسارعة ومتضادة وحادة، وتمس في الوقت نفسه كافة عناصر النظام، سواء أكانت هويته، أم مؤسساته، أم حدوده الفاصلة عن المحيط الخارجي، أم مدي قدرة بعض الوحدات الأساسية المشكلة لهذا النظام (الدولة) علي البقاء.
بل إن طبيعة التفاعلات الصراعية أو التعاونية في النظام الإقليمي العربي باتت هي الأخري تتحرك في اتجاهات متقلبة قد تنسجم حينا، وتتنافر أحيانا أخري، علي خلفية تغير المصالح، وتوجهات الأنظمة، دون منصات ارتكاز ثابتة، أو بمعني آخر غياب "قوة إقليمية مركزية" تستطيع السيطرة علي تلك التفاعلات، وتوجيه مساراتها، لاسيما مع عدم امتلاكها القدرة علي فرض قواعد اللعبة في ساحة إقليمية تشهد انتشارا غير مسبوق للقوة بمفرداتها الشاملة ( للمزيد أنظر المجلة).