لاتزال الصورة الذهنية الموروثة في الأدبيات الغربية عن إفريقيا هي السائدة، حيث يتم تصويرها بحسبانها حيزا جغرافيا هامشيا ومعزولا في النظام الدولي. ولا شك في أن هذه الرؤية المعرفية تعيد إنتاج التصور الهيجلي الذي يجعل من إفريقيا جانبا مظلما، وبعيدا عن باقي المعمورة. بيد أن هذا الانحيازالموجه أيديولوجيا لا يستقيم مع الحقائق التاريخية والحضارية التي تؤكد عمق وقدم التفاعلات بين إفريقيا وباقي مناطق العالم قديما وحديثا. وعليه، سوف يسعي هذا المقال إلي متابعة وتحليل تطور علاقة إفريقيا بالنظام الدولي، ولاسيما منذ بديات التكالب الأول علي مواردها في الحقبة الاستعمارية. ويلاحظ أن الجدل الذي طرح مسألة تهميش إفريقيا قد تم تجاوزه لمعرفة سياق عمليات إدماج إفريقيا في النظام العالمي بشكل فاقم من حدة تبعيتها واعتمادها علي القوي الخارجية.( للمزيد أنظر المجلة)