في مقابل الفرصة التي يتيحها موقع إيران الجيوبوليتيكي، تشعر إيران في الوقت نفسه بالتهديد بسبب هذا الموقع. فأغلب الدول التي تحيط بها وتجاورها، من دول الخليج العربية إلى تركيا، وباكستان، والعراق، وأفغانستان، وأذربيجان، ودول آسيا الوسطى، هي دول تشهد - منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 - عدم استقرار بنسب متفاوتة بين بلد وآخر. كما تشهد هذه الدول علاقات متفاوتة مع إيران من حيث الدفء، أو البرودة، والتوتر، مما يعني أن إيران يحيطها جوار غير مريح، وأن عليها، وهي تفكر في أمنها القومي وفي سياساتها الإقليمية، أن تأخذ في الحسبان كل هذا الجوار المعقد الذي يحتاج إلى سياسات خارجية معقدة، ومختلفة، ومتفاوتة الشدة والليونة.