للولايات المتحدة الأمريكية سجل طويل في استخدام القوة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة. فخلال السنوات القليلة التي أعقبت سقوط حائط برلين، شنت الولايات المتحدة ثلاث حروب كبرى على دول عربية وإسلامية، اثنتان منها على العراق، والأخيرة على أفغانستان. وكان من اللافت للنظر أن هذه الحروب جميعها شُنت في ظل رؤساء جمهوريين، غير أنها ليست حكرا على الإدارات الجمهورية وحدها. فها هو الرئيس الديمقراطي باراك أوباما يقرر شن حرب أمريكية جديدة، ولكن ليس ضد دولة عربية أو إسلامية بعينها هذه المرة، ولكن ضد تنظيم إرهابي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ولأن أوباما أرادها حربا دولية، وليست حربا أمريكية خالصة، فقد حرص على أن يرتبط خيار الحرب بتشكيل أوسع تحالف دولي ممكن، حتى تبدو الحرب الجديدة وكأنها حلقة في سلسلة "الحروب الكونية على الإرهاب"، والتي يشارك فيها المجتمع الدولي كله، وتتم لحسابه.