يؤكد التقرير أن قضية التدخل الخارجي شكلت واقعا يحكم العلاقات الدولية في كافة العصور، بيد أن طبيعة هذا التدخل والأدوات المستخدمة هي التي تغيرت مع الوقت، وذلك وفقا لعوامل عدة، في مقدمتها بنية النظام الدولي، وطبيعة توازنات القوى، وأهداف القوى المتدخلة، وطبيعة مصالحها في الدول التي يتم التدخل بها، وكذلك طبيعة المؤسسات الدولية القائمة، ودورها في النظام الدولي. فظروف كل مرحلة هي التي حددت شكل التدخل الأكثر استخداما. ورغم ذلك، فقد كان هناك، طوال الوقت، مزج بين أشكال عدة واستخدام لأدوات متنوعة للتدخل. وشأنه شأن معظم المفاهيم في العلوم الاجتماعية، يؤكد التقرير أيضا أنه لا يوجد تعريف محدد لمفهوم التدخل الخارجي. وهناك اتجاهات متعددة في تعريف المفهوم، فيتبني البعض منظورا ضيقا للمفهوم ليقصره على التدخل العسكري المباشر، بينما يميل فريق واسع من الباحثين لجعل المفهوم يتسع ليشمل كافة أشكال التدخل، أيا كانت أدواته. وهناك من يبالغ في توسيع نطاق المفهوم ليشمل حتى التدخل اللفظي.