يطرح هذا المقال في بدايته رؤيتين كبيرتين لتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية في إدارة أوباما الثانية تجاه منطقة الشرق الأوسط. تتمثل الرؤية الأولى في أن إدارة أوباما، وفقا لوثيقة استراتيجية أمريكية صدرت في يناير 2012، تتجه شرقا نحو آسيا والباسيفيكي، وأن ذلك سيكون بالتأكيد مقابل تناقص اهتمامها بقضايا الشرق الأوسط. بينما تتمثل الرؤية الثانية التي يطرحها المقال للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في أن هناك تحديات جديدة تواجه إدارة أوباما الثانية، منها تزايد الإرهاب الأصولي، وتزايد شبح وصول التيارات الإسلامية المتشددة للحكم في بلدان الثورات العربية، وظهور بوادر لفشل تيارات الإسلام السياسي في الحكم، وفي إدارة المرحلة الانتقالية فيما بعد الثورات. ويؤكد المقال أنه، وفقا لهذه الرؤية، قد تؤدي هذه التحديات الجديدة إلى إعادة تحويل البوصلة الأمريكية من جديد نحو الشرق الأوسط، ورسم سلم أولويات إدارته الثانية.
يحاول المقال أيضا، خلال سطوره، استبيان أي الرؤيتين هي الأكثر احتمالية للتحقيق في المستقبل المنظور، وذلك من خلال مراجعة خاطفة لموقف إدارة أوباما الأولى من الإسلاميين أثناء وبعد ثورات الربيع العربي، ثم البحث عن مؤشرات وتفسيرات توجه إدارته نحو الشرق(آسيا) في بداية عام 2012.