ملفات - ملفات

الجمهورية الثانية:|الأبعاد المختلفة لسباق الرئاسة في مصر (ملف)

داخلي
طباعة

الإثنين 21 مايو 2012

يترقب المصريون بشغف أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير؛ إذ إنها تأتي في نهاية مرحلة انتقالية مضطربة تغيرت فيها خريطة القوى والتوازنات السياسية، حيث شهدت صعودا متناميا للتيار الإسلامي بأطيافه المختلفة؛ إذ حصد غالبية مقاعد مجلسي الشعب والشورى، كما حفلت المرحلة الانتقالية بأزمات وسجالات عديدة طالت كل أروقة مؤسسات المجتمع والدولة في مصر.

ما يُميز هذه الانتخابات الرئاسية التي تُدشن لـ"الجمهورية الثانية" في مصر -التي تشهد انكسارا في معادلة "تغول الدولة على المجتمع" التي سادت في الجمهورية الأولى التي يؤرخ لها منذ ثورة يوليو 1952- أنها تُجرى وفق متغيرات جديدة تشهدها مصر لأول مرة في تاريخها السياسي، لعل أولها عودة الهيبة للمواطن في مقابل ضعف هيبة الدولة، فلقد شعر الناخبون بوزنهم الحقيقي في التصويت، بعدما سعى المرشحون الذين ينتمون لأطياف سياسية مختلفة إلى مخاطبتهم عبر برامج ومناظرات عكست ثقافة سياسية "متحضرة"، برغم التحفظات على ميل المرشحين للاتهامات الشخصية المتبادلة أكثر من النقاش حول برامج المرشحين.

أما المتغير الثاني فهو القدرة على محاسبة الرئيس، وهي ميزة وفرتها أجواء ثورة يناير للانتخابات الرئاسية؛ حيث أصبح المجتمع يمتلك أدوات لمحاسبة الرئيس القادم، حال الفشل في تطبيق وعوده، أو انحرف عن المسار الديمقراطي، سواء عبر مؤسسات تشريعية منتخبة أو الشارع الذي توطنت فيه أدوات الحشد وعدم الخوف، بما يجعل من الصعب على أية سلطة حاكمة في مصر أن تتجاهل مطالب المجتمع الذي باتت ثورة توقعاته متزايدة تجاه ما يمكن أن تحمله "الجمهورية الثانية".

المتغير الثالث أن السلطة الأبوية التي طالما التصقت بمنصب الرئاسة، وأتاحت لها الهيمنة على مختلف السلطات في مصر باتت متآكلة، بفعل تغير التوازنات السياسية في المجتمع؛ إذ أمسى من الصعوبة على الرئيس ممارسة "صلاحيات مطلقة"، في ظل اتفاق مجتمعي على عدم العودة للنمط الرئاسي في الجمهورية الأولى.

إن تلك المتغيرات الجديدة أسهمت في تشكيل رأي عام مصري من الصعب التحكم في توجهاته، أو توقع اختياراته في انتخابات الرئاسة المصرية؛ حيث لم تعد المؤسسات الإعلامية للدولة تقود حالة "التوجيه والتأثير على سلوك الناخبين"، لا سيما مع انتشار الفضائيات الخاصة بتنوعاتها والشبكات الإلكترونية التي يتشكل وعي الجمهور في أوعيتها.

إن مشهد الانتخابات الرئاسية بما يحمله من متغيرات جديدة مثَّل نقطة ارتكاز لملف "موقع مجلة السياسة الدولية" الذي سعى إلى تحليل الأبعاد المختلفة للانتخابات الرئاسية عبر عدة مستويات أساسية:

المستوى الأول: خريطة المرشحين للرئاسة والكتل التصويتية المحتملة؛ حيث شهدت خريطة المرشحين تغيرات حادة سواء لجهة الأشخاص، حيث خرج من السباق ثلاثة مرشحين مثلوا رقما مهما لدى الرأي العام، كحازم صلاح أبو إسماعيل وخيرت الشاطر مرشح الإخوان المسلمين واللواء عمر سليمان، كما شهدت استطلاعات الرأي العام صعودا للفريق أحمد شفيق، ومحمد مرسي، برغم أن عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ظلا في صدارة الاستطلاعات.

كما سلط هذا المستوى من التحليل الضوء على محددات السلوك التصويتي للمصريين في هذه الانتخابات، فضلا عن الكتل التصويتية المهمة مثل الأقباط، وما إذا كانت الكنيسة ستلعب دورا في تحديد توجهاتهم من عدمه، وكذا أصوات الكتلة الصوفية التي ظلت "حائرة" تتنقل ما بين مرشح وآخر.

المستوى الثاني: توجهات المرشحين للرئاسة إزاء القضايا المركزية؛ حيث ناقش الملف التوجهات الاقتصادية للمرشحين، والمشكلات التي تواجهها، وخاصة على صعيد مدى قدرتهم على تدبير موارد مالية لمواجهة الوعود التي طرحوها في برامجهم. كما حلل التوجهات الخارجية للمرشحين للرئاسة، وخاصة لجهة تفعيل الدور الإقليمي لمصر سواء تجاه المنطقة العربية أو الإفريقية والموقف من القضية الفلسطينية، وغيرها.

المستوى الثالث: العامل الخارجي في انتخابات الرئاسة؛ حيث تركز حول كيف تفكر تل أبيب في انتخابات الرئاسة المصرية، وأي المرشحين تتوقع إسرائيل فوزهم، وتأثير ذلك على العلاقات المصرية-الإسرائيلية، علاوة على الموقف الأمريكي من الرئيس القادم في مصر، وهل ستتعامل واشنطن مع أي نتيجة محتملة قد تُسفر عنها الانتخابات المصرية.

المستوى الرابع: القضايا والتحديات التي يواجهها الرئيس القادم؛ إذ هنالك ثلة من الملفات والقضايا الرئيسية التي تمثل اختبار صعبا، لعل أبرزها الملف الأمني، والتعامل مع تيار الإسلام السياسي، والمؤسسة العسكرية، وإنعاش الاقتصاد المصري لمواجهة المطالب الاحتجاجية، وإعادة الفعالية للسياسة الخارجية، غير أن التعامل مع هذه القضايا يستلزم مجموعة من الشروط في البيئة السياسية، سواء المتعلقة بطبيعة العلاقة بين مؤسسة الرئاسة أو مع البرلمان أو المؤسسة العسكرية أو الشارع.

طالع موضوعات الملف:

الخريطة المتداخلة: القوة التصويتية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية المصرية

تقليدية أم ثورية ؟: محددات السلوك التصويتي للمصريين في انتخابات الرئاسة

أفكار ناقصة: التوجهات الاقتصادية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية المصرية

واقعية مفقودة: التوجهات الخارجية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية المصرية

محددات الاختيار: لمن سيصوت الأقباط في الانتخابات الرئاسية المصرية؟

الكتلة الحائرة: اتجاهات تصويت التيار الصوفي في انتخابات الرئاسة المصرية

الآليات المتعارضة: " ندوة " أوضاع المهمشين في برامج مرشحي الرئاسة المصرية

البراجماتية: الموقف الأمريكي تجاه انتخابات الرئاسة المصرية

مأزق تل أبيب: كيف تفكر إسرائيل في الانتخابات الرئاسية المصرية؟

حدود التأثير: اللاعبون الإقليميون في الانتخابات الرئاسية المصرية

الاختبار الصعب: القضايا الملحة أمام الرئيس القادم في مصر

طباعة

تعريف الكاتب

د. خالد حنفي علي

د. خالد حنفي علي

باحث في الشئون الإفريقية