تزامنا مع الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر العظيم فى عام 1973، جاءت عملية "طوفان الأقصى"؛ حيث أُعلنت فى 7 أكتوبر2023 من جانب كتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكرى لحركة المقاومة حماس، وما لبث أن ردت إسرائيل عبر عملية "السيوف الحديدية"، لتُعيد بذلك إنتاج الفوضى الأمنية بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى فى ظل العديد من التحديات السياسية والأمنية التى تُحيط بدول منطقة الشرق الأوسط، وذلك بالنظر إلى النقاط التالية:
تطورات المشهد الميدانى:
فى تطور نوعى لمشهد "الهجوم التكتيكى" للمقاومة الفلسطينية، جاءت عملية "طوفان الأقصى" لتسجل عددا من الملاحظات الاستراتيجية استنادا إلى خريطة التحركات الميدانية التى رصدت منذ بداية الهجوم صباح يوم السبت الموافق 7 أكتوبر2023، وذلك على النحو التالى:
المصدر: على الخريطة.. تحركات حماس بعملية "طوفان الأقصى"، CNNبالعربية، 8/10/2023
- السياق الزمنى: إذ تزامن إعلان "طوفان الأقصى" مع عدد من السياقات الزمنية، أبرزها، أولا: التزامن مع الذكرى الخمسين لانتصار أكتوبر المجيد عام 1973، بينما الثانى: تزامن العملية مع "عيد العرش" وفترة "سمحات توراه - بهجة التوراه" التى تشهد فيها الثكنات العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات حالة من الهدوء النسبى، وثالثا: ما يتعلق بالفوضى الداخلية الإسرائيلية على المستويين الاجتماعى والسياسى على إثر أزمة الإصلاحات القضائية، وانعكاس ذلك على اضطراب الأوضاع الأمنية بما يؤسس لفرضية تراجع/ وفشل نظرية "الردع الإسرائيلى".
- آليات مختلفة: بالنظر إلى المشهد العملياتى للمقاومة، فثمة تطور بالآليات التى تم عبرها إدارة عملية "طوفان الاقصى"، أبرزها: التحول نحو استراتيجية الهجوم والمباغتة الاستباقية والتحلل من ممارسات "رد الفعل"، واعتماد نظرية "الهجوم العملياتى المزدوج" وذلك لترسيخ مفهوم "انكشاف الردع الإسرائيلى" عبر القصف الجوى بأكثر من 5000 صاروخ بالعديد من المناطق الخاضعة لسلطة الاحتلال وما أعقبة من تحرك برى منظم بالعمق الإسرائيلى، كذلك تنامى "الآلية الاستخباراتية" لدى فصائل المقاومة، وهو ما تم اختباره بسياقات العملية دون كشفها مسبقا من جانب الاستخبارات الإسرائيلية، فضلا عن التنسيق مع أطراف أخرى لتأمين إمدادات السلاح.
- تكتيكات نوعية: تستند تلك النقطة إلى ما فرضته طبيعة العمليات من تخطيط مسبق لخريطة التحرك وذلك على مستويين الأول: "المستوى الجوى" عبر إطلاق الصواريخ والقذائف بكثافة على مواقع الاستهداف، والثانى: "المستوى البرى" عبر تنظيم عمليات اقتحام منظمة للمستوطنات الإسرائيلية على الغلاف الحدودى، كذلك التطور النوعى فى مدى الصواريخ المستخدمة لتصل قدراتها الفعلية إلى 200 كم لتطول "نهاريا" قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية فى أقصى الشمال وذلك مقارنه بالمدى الصاروخى لعمليات استهداف المقاومة لتل أبيب والقدس المحتلة حيث وصلت إلى 120 كم عام 2012، فضلا عن الاستناد إلى عنصرى "المباغتة" و"المفاجأة" عبر الاستفادة من الخبرات التاريخية لتطور التكتيكات الهجومية للفصائل الفلسطينية منذ عملية "الثأر المقدس" عام 1996 وصولا إلى عملية "طوفان .
تطور التكتيكات الهجومية للفصائل الفلسطينية
- أهداف حيوية: بالنظر إلى خريطة الهجوم، فقد عمدت كتائب القسام للتحرك نحو السيطرة - ولو بصورة مؤقتة – واقتحام الأجزاء المهمة داخل مستوطنات غلاف غزة بعمق نحو 40 كم داخل الأراضى المحتلة، فضلا عن تطويق العديد من المواقع الأمنية والعسكرية وتدميرها، بالإضافة إلى استهداف الجنود والمستوطنين وأسرهم، على نحو ما قد ينبئ بانتقال الصراع إلى مرحلة أكثر حيوية يمكن البناء عليها كأوراق للمقايضة سياسيا.
- تنسيقات الفصائل: تُبنى تلك الفرضية على توظيف مكاسب "طوفان الأقصى"- المادية والمعنوية - فى اختبار ما يُعرف بـ "مبدأ وحدة الساحات" الذى دوما ما تتحدث عنه فصائل المقاومة الفلسطينة، وذلك بالنظر إلى دعوة كتائب القسام وسرايا القدس لكل الفصائل والمقاومين داخل الضفة والقدس للانضمام والمشاركة بـ "طوفان الأقصى" بهدف تطويق جميع التحركات الإسرائيلية ومحاصرتها وإرباكها بما يخدم ويعزز الموقف التفاوضى للقضية الفلسطينية.
الجدير بالذكر، أنه ما لبث أن بدأت عملية "طوفان الأقصى" حتى أعلنت الحكومة الإسرائيلية بدء عملية "السيوف الحديدية" كهجوم مضاد يستهدف تدمير البنية التحتية فى غزة، بالإضافة إلى تكثيف الهجوم لاغتيال عدد من قيادات حماس كمحاولة لتحجيم تحركات ما بعد "طوفان الاقصى" وإضعاف رغبة المقاومة نحو إبرام صفقة سياسية حول تبادل الأسرى مع ارتفاع حصيلة الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل، كذلك وأد أطروحات فك الحصار عن المعاملات المالية والاقتصادية لدى فصائل المقاومة وفى مقدمتها حركة حماس، وقطاع غزة ككل.
أبعاد متباينة:
ثمة عدد من الروابط المتبادلة بين تفجر المشهد السياسى والأمنى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وعدد من الأبعاد المتباينة على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية أسهمت بدورها فى هندسة مشهدى "طوفان الاقصى" و"السيوف الحديدية"، وذلك على النحو التالى:
- على المستوى الداخلى: ينقسم بدوره إلى الأبعاد الداخلية بكل من الأراضى الفلسطينية المحتلة، وإسرائيل؛: فعلى المستوى الإسرائيلى كشف "طوفان الأقصى" مدى هشاشة نظرية الردع، فضلا عن الانقسام الأمنى بالداخل الإسرائيلى، واحتمالية اختراق/ وتراخى المنظومة الاستخباراتية على التتبع والتنبؤ بالأحداث. وهو ما يُضفى مزيدا من التعقيدات والأزمات على ائتلاف الحكومة اليمينية غير المستقرة والدفع نحو تعميق عملية "السيوف الحديدية". بينما على المستوى الفلسطينى، فقد رسخت العملية نظرية "المساحات المشتركة" بين فصائل المقاومة الفلسطينية، فضلا عن تعزيز قبضة حماس على القطاع والشارع الفلسطينى ككل وهو ما قد ينعكس سلبا على موقف السلطة الفلسطينية المسئولة عن الدفاع عن القضية الفلسطينية وهى تلك النقطة التى قد تُوظف باعتبارات المصلحة الإسرائيلية.
- على المستوى الإقليمى: ينقسم ذلك البعد إلى مستويين، المستوى الأول حالة الفواعل من دون الدول: وتتمثل بواقع ومستقبل تحرك كل من حزب الله فى لبنان، والحرس الثورى وأذرعه فى سوريا، واعتمادهم جميعا نمط "الإزاحة للخارج"، فعلى سبيل المثال: فى 6 أكتوبر2023 تجددت المناوشات الحدودية بين لبنان وإسرائيل فى منطقة الناقورة ومزارع شبعا التى عُرفت مُسبقا بـ"أزمة الخيم". المستوى الثانى حالة الدول مراكز الثقل: وتتمثل بواقع وسياقات مشروعات "الدمج الإسرائيلى" فى المنطقة العربية التى كان آخرها الممر الهندى الأوروبى الشرق أوسطى، والموقف العربى حيال تلك المشروعات فى ظل التصعيد القائم بين "طوفان الأقصى" و"السيوف الحديدية".
- على المستوى الدولى: إعادة إنتاج نمط التنافس الدولى على المنطقة فى ظل زخم التفاعلات القائمة على جميع المستويات والأقاليم الفرعية، مثل: ارتدادات الأزمة الروسية الأوكرانية على ملفى الطاقة والغذاء، وتداعيات الخروج الأمريكى من المنطقة، وأزمة تأمين سلاسل الإمداد، والتخوف من تنامى نفوذ الفواعل من دون الدول وأجنداتهم المتباينة والمغايرة لأجندة فواعل النظام الدولى ومراكز ثقل الإقليم العربى... إلخ. ومن ثم، فقد أسهمت عملية "طوفان الإقصى" فى إعادة ترتيب أولوية "القضية الفلسطينية" فى ظل الدفع الدولى لإنجاز متطلبات مشروعات الدمج الإقليمى المرتبطة بمسار الاتفاقات الإبراهيمية.
ارتدادات مُحتملة:
تُنذر التطورات الميدانية رغم ضبابيتها بعمليتى "طوفان الأقصى" و"السيوف الحديدية" بعدد من الارتدادات المحتملة بالمستقبل، أبرزها:
- توظيفات إسرائيلية متعددة: إذ تُعد عمليتا "طوفان الأقصى" و"السيوف الحديدية" بمنزلة ما يُعرف بـ "نافذة الفرص" لدى حكومة نتنياهو لاستعادة الشعبية واكتساب الثقة بين المستوطنين. والتحلل من فرضية "تشكيل حكومة طوارئ" بالتعاون مع قوى المعارضة الإسرائيلية، فضلا عن احتمال بناء تفاهمات ثنائية لصياغة اتفاقية دفاع مشترك جديدة مع واشنطن، تتضمن بنودا جديدة واستحقاقات مالية جديدة تتوافق مع التغيرات السياسية والأمنية بالشرق الأوسط، كمحاولة لموازنة الارتدادات السلبية لطوفان الأقصى على تعميق أزمات إسرائيل الاقتصادية فى ظل ارتفاع تكلفة الحرب، وهروب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتراجع قيمة العملة، واضطراب سعر الصرف ومؤشرات البورصة الرئيسية.. إلخ.
- اعتماد نمط العمليات المفتوحة: لا سيما مع تنامى احتمالات تبنى إسرائيل عمليات مكثفة في "السيوف الحديدية" قد تتجاوز الخطوط الحمراء بين الطرفين.فى مقابل التطور النوعى بالاستراتيجيات التكتيكية ونمط التنسيق بالتحركات الميدانية بفصائل المقاومة الفلسطينية استنادا إلى تعزيز فرضية "المساحات المشتركة" فى ظل سعى حماس للتمدد جغرافيا بالعديد من الأراضى والمستوطنات الخاضعة لسلطة الاحتلال الإسرائيلى فى غلاف غزة كإحدى أوراق المقايضة بمفاوضات الحل وبناء السلام - جبنا إلى جنب - دون إغفال معيار "الوساطة الإقليمية والدولية" لإنهاء التصعيد القائم.
- إعادة الانخراط الأمريكى بالشرق الأوسط: وهو ما تم بيانه عبر رصد تحريك حاملة الطائرات الأمريكية نحو المنطقة لدعم وتعزيز آليات "الردع الإسرائيلى" كخطوة مهمة لإعادة تقييم التوجهات الأمريكية تجاه المنطقة وحلفائها بالإقليم فى ظل تشتت الانخراط الأمريكى فى عدد من الجبهات، حيث: داخليا (انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى + انتخابات الرئاسة الأمريكية)، وخارجيا (استدعاء أنماط التصعيد مع الصين، والانخراط المباشر وغير المباشر بالحرب الروسية الأوكرانية، واستمرار حالة الجمود بمفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووى، ومحاولة إعادة التموضع بالأقاليم الفرعية وفى مقدمتها الإقليم الإفريقى... إلخ).
استنادا إلى تلك الارتدادات القائمة، فمن المرجح أن يتخذ التصعيد القائم أحد سيناريوهين محتملين:
- السيناريو الأول – تصعيد مفتوح: يُبنى ذلك السيناريو على ما آلت إليه الأوضاع الميدانية لعملية طوفان الأقصى، والبناء على المكاسب النوعية لحركة حماس خاصة فيما يتعلق بورقة الأسرى. فضلا عن عدد من الفرضيات الداعمة لذلك السيناريو فى كلا الاتجاهين، فعلى المستوى الإسرائيلى: من المُرجح استمرار التصعيد فى ظل عملية "السيوف الحديدية" لتقويض فصائل المقاومة، واستعادة الثقة بنظرية "الردع الإسرائيلى"، وتوظيف التصعيد القائم لاستعادة الدعم الأمريكى ماديا ومعنويا، فضلا عن خروج حكومة الائتلاف من أزماتها المتباينة فى ظل تنامى الاستقطاب السياسى والمجتمعى ضد قوى اليمين، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الإصلاحات القضائية، بالإضافة إلى الأزمات الهيكلية التى يواجهها الجيش. وعلى مستوى المقاومة حماس: تتمثل فى رغبة حركة المقاومة فى التمدد بالمستوطنات الإسرائيلية لتقوية الموقف التفاوضى الفلسطينى استنادا إلى نظرية "المكاسب على الأرض"، واستغلال حركة حماس لحالة الاحتقان الشعبى من جراء الممارسات الاستفزازية الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة لفتح جبهات قتالية متعددة بين مختلف فصائل المقاومة استنادا إلى فرضية "المساحات المشتركة"، بالإضافة إلى إعادة الزخم مرة أخرى للمقاومة وتصدير رسائل مباشرة وغير مباشرة بكونه ذراع قوى على نحو موازٍ لحزب الله فى لبنان. وهو ما يُفسر إعلان حماس الثلاثاء 10 أكتوبر2023 حالة "النفير العام" والدعوة لما يُعرف بـ "جمعة طوفان الأقصى" للتضامن مع الشعب الفلسطينى ومقاومته، وحشد التأييد والدعم فى مواجهة الجيش الإسرائيلى.
على الرغم من تنامى حظوظ الفرضيات الداعمة لذلك السيناريو، فإنه فى المقابل، هناك عدد من الإشكاليات التى قد تحول دون تنفيذه، أبرزها، على المستوى الإسرائيلى: احتمالية اشتعال جبهات أخرى فى الشمال (حزب الله فى لبنان)، فضلا عن التخوف من تكلفة تعبئة الاحتياط فى ظل الركود الاقتصادى واضطراب مؤشراته وهياكله. بالإضافة إلى تزايد أعداد القتلى والأسرى ما قد يضعف من شعبية حكومة الائتلاف المأزومة سياسيا بالأساس. وعلى مستوى المقاومة حماس: يتمثل فى الضغط الدولى والإقليمى لإنهاء حالة التصعيد القائمة عبر العديد من الوساطات أبرزها "الوساطة المصرية"، كذلك رغبة حماس فى أداء الدور السياسى والتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى. دون إغفال القصف الإسرائيلى المستمر وفرض الحصار الكامل على غلاف غزة ما قد يدفع حماس بالاتجاه نحو المهادنة.
- السيناريو الثانى – احتواء نسبى: يُبنى ذلك السيناريو على جهود الوساطة الدولية والإقليمية فى احتواء التصعيد القائم – خاصة الوساطة المصرية – عبر صياغة موقف تفاوضى يرى عددا من الأبعاد، أبرزها: وقف إطلاق النار على كلتا الجبهتين، والتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى، وبناء خطاب إقليمى دولى مشترك حول أهمية استعادة نمط مباحثات السلام وحل الدولتين. وثمة عدد من الفرضيات الداعمة لذلك السيناريو، أبرزها، على المستوى الإسرائيلى: نتيجة لاحتمال تصاعد الأحداث بعد إعلان إسماعيل هنية "النفير العام" إلى الحد الذى يصعب معه إدارة التصعيد فى حال فتح جبهات قتالية جديدة سواء فى سوريا أو لبنان، وكذلك ارتفاع تكلفة الحرب مقارنة بتراجع المؤشرات الاقتصادية، بالإضافة إلى اضطراب الأمن الاجتماعى والسياسى الإسرائيلى نتيجة لتزايد أعداد القتلى والأسرى من المستوطنين والجنود حال ترجيح سيناريو "الحرب المفتوحة".وعلى مستوى المقاومة حماس: التوجه نحو المهادنة تخوفا من استشهاد العديد من قادة حماس مع تزايد الضربات الإسرائيلية وتمددها فى غلاف غزة فى إطار عملية "السيوف الحديدية"، كذلك ما يتعلق بتصريحات المتحدث العسكرى الإسرائيلى كولونيل ريتشارد هيشت: "ننصح الفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة بالتوجه إلى مصر" كخطوة نحو تفريغ القطاع من سكانه ومن ثم تفريغ القضية الفلسطينية. وهى التصريحات التى تصدت لها الدولة المصرية، مؤكدة رفض جميع مخططات التوطين لأهالى غزة بأراضى سيناء المصرية وإلزام سلطة الاحتلال بتأمين ممرات إنسانية. نقطة أخرى تُرجح من حظوظ ذلك السيناريو بالنسبة للمقاومة حماس يتمثل فى عدم الصمود حال التوسع تكتيكيا وميدانيا بسيناريو الحرب المفتوحة إما لنفاد الأسلحة والذخيرة، وكذلك صعوبة التحكم والسيطرة على المستوطنات التى انتزعت عبر "طوفان الأقصى".
بناء على ما سبق، على الرغم من زخم الأحداث والتصريحات المتبادلة بين الجانبين الإسرائيلى والمقاومة حماس، وتصاعد الاضطرابات الأمنية بغلاف غزة فإنه فى المقابل، من الصعب التنبؤ بمستقبل التصعيد ورهانات المهادنة، ليبقى الاختبار الحقيقى متمثلا فى أدوار الوساطات الإقليمية والدولية، وما يُعول عليه من صياغات وتفاهمات تلزم كلا الطرفين بوقف التصعيد، والعمل على جدولة خريطة طريق تراعى الفواصل الزمنية لإنجاز متتطلبات عملية السلام وحل الدولتين.