يجادل المقال بأن نهاية الحرب الباردة، وتزامن ذلك مع تسارع وتيرة ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أديا إلى انطلاق حالة من التوالد والتكاثر للهويات عبر العالم، حتى إنها أصبحت محركا لإعادة رسم خريطة العالم السياسية. وقد حدد ثلاث إشكاليات خاصة بفهم تأثير الهوية في سياسات الدول الخارجية. تتمثل الإشكالية الأولى في علاقة المصلحة بالهوية، ورأى أنهما متداخلان، فالهوية تكون في حالات كثيرة المحدد الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، في تعريف وتحديد المصالح الوطنية العليا للدولة.
وتتعلق الإشكالية الثانية بحدود تعزيز الهوية للعلاقات التعاونية بين الدول، ورأى أن الدول التي تتشابه مع غيرها في إحدى هوياتها أو أكثر تزداد لديها النزعة للتقارب وللتعاون مع بعضها. وتتعلق الإشكالية الثالثة بتأثير حالات تعدد الهويات داخل الدولة الواحدة في سياستها الخارجية. ورأى أن هذا التأثير يتوقف بدرجة كبيرة على كيفية إدارة القيادة السياسية لهذه العلاقة، ومدى قدرتها على حسن توظيف الهويات المتاحة بشكل متجانس ومتكامل لخدمة المصالح الوطنية العليا للدولة. وانتهى في مقاله إلى أن الهوية ستلعب دورا مهما في المنطقة العربية بعد ربيع الثورات.