"لا يُقدر التبعات والمآسى التى تحدثها الحروب فى أثناء وبعد اشتعالها وما تحدثه من خراب قدر معرفة وعلم الرجل العسكرى"، عبارة كرر الحديث بمضمونها الرئيس الراحل أنور السادات، وبنفس الإيمان يعزز الرئيس السيسى ويُعلى من قيم إشاعة السلام بين الدول والسلام الداخلى بين أبناء الشعب الواحد، ولعلها لم تكن مفاجأة (إلا من جانب من لا يعرفون الزعيم) أن يستثمر رئيس ذلك المحفل العلمى العالمى على أرض الفيروز المصرية، وبوجود ممثلى الكرة الأرضية يتباحثون لإقامة السلام على أرض كوكبنا؛ ليطالبهم جميعا أن يطلقوا مبادرة لإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية لأنها لا تمثل مجرد صراع وحرب بين دولتين فقد امتدت تبعاتها البشعة وألقت بظلالها الكئيبة على كل الدنيا، ولم يحفل باشتعالها سوى إخوان الخراب تجار السلاح والمتاجرين بأقوات الشعوب وهم أثرياء الحروب فى كل زمان ومكان.
لقد كانت كلمة الرئيس السيسى أمام قادة العالم خلال افتتاح الشق الرئاسى من مؤتمر المناخ، قوية السند وإعلانا محدد الصياغة والمضمون فيما يتعلق بالقدرة على مواجهة الأزمة الأخطر التى تواجه كوكب الأرض وهى التغيرات المناخية، وحملت رسائل قوية ومباشرة لدول العالم، للعبور بسكان الكوكب من التحديات الراهنة فى ظل ما يشهده العالم من تغيرات دولية، وأزمات عالمية بالسعى نحو تشكيل بيئة نظيفة ومستدامة وظروف مواتية للحياة والعمل نحو النمو دون إضرار بموارد عالمنا التى يتعين علينا العمل على تنميتها واستثمارها وجعلها أكثر استدامة.
كما أن طرح الرئيس لبعض التساؤلات خلال كلمته كان مهما للانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ لإنقاذ الكوكب، وأن كلمة الرئيس تسهم فى تحويل مسار قضية معالجة آثار المناخ وتبعاتها المؤلمة على ملايين من البشر فى جميع أنحاء العالم نحو الأفضل، ونحو مناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب، مؤكدا أن الوقت يداهمنا، وعلينا أن نستغله لنحسم المعركة على النحو الذى نريده، وحان الوقع للعمل والتنفيذ، لافتا إلى أن مبادرات الرئاسة المصرية فى تلك القمة مهمة وتعكس رؤية ثاقبة للقيادة السياسية فى التعامل مع القضية الأكثر خطورة حاليا على العالم وهى التغير المناخى وتشمل الانتقال الميسر والعادل للطاقة لإفريقيا وتوفير حياة كريمة للقارة السمراء وحلول مناخية للحافظ على السلام وغيرها.
لقد عززت مصر خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ بوصفه يشكل تهديدا وجوديا إلى تهيئة الأجواء، لحث كل الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة، والتى يمكن من خلالها تحقيق النتائج التى تتطلع إليها الشعوب، فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادى كوارثه المدمرة.
سعيد جدا بتأكيد الرئيس أهمية خروج هذا المؤتمر بآليات ومقترحات قابلة للتنفيذ وتتجاوز مجرد الشعارات والكلمات، وهو ما ينتظره بشغف جميع شعوب الدنيا، وأنه لابد من التوصل لإلزام الدول للتحول الأخضر والاعتماد على الطاقه المتجددة والنقل النظيف وإحداث تحول هيكلى فى القوانين والتشريعات، مشيرا إلى أن مصر بدأت بالفعل بإصدار الاستراتيجية الوطنية لمواجهة تغيير المناخ وتعمل بدأب على الإسراع من وتيرة التحول الأخضر، ولا بد من أن يعمل المجتمع الدولى بشكل موحد ومنسق فى هذا المجال.
وعليه، أكد الرئيس أن أنظار العالم تتجه لشرم الشيخ، وأن الأمل معقود على أن تلك القمة ستخرج بآليات تساعد على المضى قدما فى تنفيذ التعهدات والالتزامات السابقة، مشيرا إلى أهمية الوقت وأنه آن الأوان لا محالة من العمل والتنفيذ، ولا مجال للتراجع أو التزرع بأى تحديات لتبرير تقاعس الدول نحو الالتزام بالقيام بأداء أدوارها للتعامل مع تبعات قضية المناخ.
لقد أكد وليام روتو رئيس كينيا، أن العالم يعانى اليوم بسبب التغيرات المناخية، وهناك انتشار للكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والحرائق والفيضانات وذوبان الجليد والتصحر، وأنهناك تزايدا فى حدوث الكوارث الطبيعية بما يهدد بارتفاع مستوى البحر، وأنالتقديرات تشير إلى أن التغيرات المناخية تؤثر على 250 مليون نسمة فى إفريقيا بشكل كبير، وأن المخاطر الناتجة عن الجفاف قد أثرت فى الكثيرين بإفريقيا، وأن جثث الفيلة والحمير الوحشية والأبقار بدأت تزداد فى كينيا بسبب التغيرات المناخية وأنفقنا 3 ملايين دولار من أجل توفير العلف والمياه.
وبالعودة لمبادرة الرئيس السيسى أن يتبنى المؤتمر دعوة عالمية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية وما لاقته من تأييد وصدى حتى فى بعض كلمات الوفود التالية لكلمة الرئيس، فقد قال نصا: "إحنا محتاجين نتحرك ونعمل من أجل وقف الأزمة الروسية الأوكرانية التى تؤثر على دول العالم، وأضاف الرئيس السيسى: "أوجه نداء من أجل أن تتوقف هذه الحرب"، مؤكدا " نحن كدول اقتصادها مش قوى عانت الكثير من تبعات أزمة كورونا على مدار عامين، والآن نعانى أيضا من الحرب الروسية الأوكرانية".
وتابع الرئيس السيسى: "أتصور أن العالم كله يعانى من الحرب الروسية الأوكرانية، وأنادى باسمكم واسمى بتوقف هذه الحرب".
وأكمل: "أنا مستعد من أجل العمل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وأتصور أن الكثير من القادة يشاركوننى هذا الرأى".
فخور أنا كمواطن مصرى برئاسة مصر لتلك الدورة المهمة وللأداء المصرى الرائع عبر توالى الجلسات، وفخور بالمبادرة الرائعة التى أطلقها الرئيس لإيقاف تلك الحرب المدمرة للوجود الإنسانى، ولحق الشعوب فى أن تعيش بأمن وسلام دون إضرار باقتصادات سكان الدنيا وأمانيهم فى تحقيق تنمية وتقدم.