تحول الكذب إلى بيزنس ضخم، وتجارة رائجة (لها صانعوها، ومروجوها، ومستهلكوها) .. تجارة تستثمر في تغييب العقول، وتبديد قوة المجتمعات، قبل تحويل الدول المستهدفة إلى صيد سهل لقوى دولية (تعتمد على أدوات وظيفية؛ محلية وإقليمية) في مواجهة أنظمة وطنية، لا تزال تدافع عن مفهوم "السيادة"، وحق الشعوب في الموارد .. والحياة؟!
تختصر الحالة المصرية الصورة الكلية في بيزنس الكذب، مدعومة بمعطيات كثيرة، تأخذ بأيدينا نحو طرف رئيسي برع (مع قوى، وتيارات، وشخصيات جرى ترميزها في الزمن الرخو) في توظيف هذا البيزنس ليس لصالح حلفائه، إنما مع الاستفادة منه في توسيع دائرة نفوذه .. يراهن الجميع على فئات تتفاعل بـ "العاطفة" لا "العقل" مع المشهد السياسي، واللاعبين فيه.
نجحت جماعة "الإخوان" في ترجمة نصيحة تنظيمية لمؤسسها، حسن البنا، ومنّظرها الأشهر، سيد قطب، مفادها: "وصول الجماعة للحكم في أي بلد سيكون بمنهج بطيء؛ لكنه سيكون أقرب الطرق، وأسرعها لو استهدف القاعدة لا القمة"، كجزء من خطة "التكوين الفردي الذي يسبق التنظيم الجماعي"!
قيادة الجماعة حوّلت النصيحة إلى "تكتيكات" لتحقيق استراتيجية التمكين (الوصول للحكم). يتصدر الحرب النفسية (الكذب الممنهج) لسببين رئيسيين (تثبيت الصف الإخواني، ومنعه من مراجعة أو محاسبة قيادات التنظيم على أى أخطاء أو خطايا .. زعزعة استقرار المجتمع، ثم تعزيز مظلومية الجماعة من أجل الإيحاء بأنها البديل الجاهز لأي نظام حكم قائم).
لجوء الجماعة إلى الكذب يدفع قياداتها لعدم الاعتراف بأي أخطاء.. يرون أنفسهم منزهين وفوق النقد، وعليه، تتواتر عمليات الكذب، وتستمر الخطايا وسط حالة من الرضا العام، تظهرها مجموعات "السمع والطاعة"؛ حيث لا فرق بين أصحاب الدرجات العلمية، أو من هم بدون مؤهل من غالبية أعضائها!
يتسلح "الإخوان" بفتوى داخلية تبرر الكذب (شبه الجماعي) وتحوله إلى "سلاح ردع" فى الخصوم .. تبيح لعناصرها "جواز الكذب على الظالمين"، وتُحل "الكذب على الأعداء في زمن الحرب" .. تواصل نشر الشائعات، وترويجها على مدار الساعة، ما ينفي عن نهجها صفة "السهو"، ويسبغ عليه صفة "العمدية".
الكذب السياسي تحول لدى هؤلاء من "مخطط تآمري" إلى "حالة مرضية" قبل أن يصبح "أسلوب حياة"، يعتمد على مفردات وأدوات وأساليب وشعارات .. يتم تعميم الأحكام المطلقة، وترويج المزاعم مع محاولات مستميتة لترسيخها، لاسيما عمليات الانتقاص من أى إنجاز وطني؛ بهدف صناعة صورة ذهنية توحي للرأى العام بأنه لا حاضر ولا مستقبل!!
ماكينة الكذب (تزييف الحقائق جزئيًّا أو كليًّا .. اختلاق الروايات، والأحداث، والحكايات المتعمدة بغرض التشويه) التى تتعرض لها الدولة المصرية بقوة خلال السنوات الأخيرة، ينشط فيها (إلى جانب الإخوان) أطراف عدة، يجمعها وحدة العداء لحالة الاصطفاف الوطني، رغبة منهم فى محاصرة ثلاثية: "الأمل، والعمل، والإنجاز"، التي أصبحت من سمات مصر الجديدة.
دعونا نتوقف عند محطات مثيرة، تبدت خلالها سطوة الكذب، وتوظيفه لصناعة حالة احتقان غير مسبوقة ضد مؤسسات الدولة الوطنية .. تبدى ذلك بقوة فى أحداث يناير 2011 (التى تحل ذكراها حاليًا) .. لعبت خلالها قوى وجماعات وأحزاب ووسائل إعلام ومشاهير دور البطولة في صناعة الشائعات وترويجها.
في ميدان التحرير (كما كل الميادين المصرية بالمحافظات) كانت هناك عناصر مكلفة بملف وحيد، هو "تأجيج حالة الغضب لدى كل الفئات العمرية" .. خطتهم كانت تعتمد ببساطة على زيادة أعداد الضحايا (شبابًا، وأطفالاً، ونساءً وشيوخًا، مشاهير، ومجاهيل) كون زيادة "فاتورة الدماء" يعني تجريد مؤسسات الدولة من ظهيرها الشعبي، ويضعها في مربع الاتهام.
جرى إلقاء جثث فى القمامة .. تنفيذ عمليات دهس بشعة بسيارات رسمية .. اغتيالات من المسافة "صفر"، عبر مندسين بين الجماهير البريئة، ثم روجت مجموعات التحريض التهمة الأخطر، ممثلة في استخدام "غاز سام" ضد المتظاهرين، عبر فتحات التهوية بمحطة مترو السادات، واختلاق أسماء ومصادر مجهلة وفيديوهات ترويجية.
الروايات المختلقة لم تكن تستهدف الداخل، كانت موجهة للخارج بالأساس .. جرى دعمها بتقارير (مدفوعة مقدمًا) في وسائل إعلام دولية، حاولت الترسيخ للشائعات ضد المؤسسات الوطنية .. فعلتها صحيفة "الجارديان" البريطانية في شائعة "الغاز السام"، عبر نشر تقارير وفيلم (تمثيلي.. تسويقي) تم تجهيزه فى "استوديو خاص"، أعلى مسجد عمر مكرم بالميدان!!
إجابات عدة بددت هذه الأكذوبة، بداية من نفى متحدث الخارجية الأمريكية، مارك تونر، استخدام غازات سامة، وأنها "مجرد قنابل مسيلة للدموع تستخدمها أمريكا ودول العالم لتفريق المظاهرين"، كما أن فتحات التهوية بالمترو تدخل الهواء إلى المحطة وجسم النفق، وليس العكس، فضلاً عن عودة الجموع الشعبية (بعد 11 يومًا من الاعتصام بالميدان) إلى بيوتها سالمة، دون أن يقتلها الغاز المذكور!!
حالة التزييف والتلفيق والتآمر المباشر على مصر وشعبها لم تتوقف .. استمرت شهورًا، وسنوات لزيادة الاحتقان الشعبي (تعطيش الأسواق من المواد الغذائية .. التلاعب بالأسعار .. الدعوة للامتناع عن دفع الفواتير .. إرهاق المرافق العامة، عبر تشغيل جميع الأجهزة الكهربائية، لزيادة الأحمال .. هدر المياه، عبر فتح الصنابير طوال اليوم على مجاري الصرف الصحي..."!!
التعليمات المشبوهة نفسها كانت تطالب "المجاميع التنظيمية" بركوب وسائل النقل العامة (ذهابًا، وإيابًا) من أول الخطوط حتى نهايتها، فترات منتظمة يوميًّا لزيادة التكدس والاحتقان، وفتح أحاديث تحريضية مع الطبقات الفقيرة والكادحة، مع استخدام الملصقات الدعائية، ومواقع التواصل الاجتماعى في ترويج الشائعات الإنسانية المؤثرة.
استسلام البعض لحالة الشحن، حفز جماعات وعناصر "التخريب الاجتماعى أكثر، وأكثر .. انتقلوا إلى محطة جديدة غاية فى الخطورة، تركز على إثارة النعرة الدينية والطائفية .. راحوا يستغلون إغلاق المساجد بين الصلوات (للحفاظ عليها من العبث) في كتابة ملصقات موحدة، بخطوط مختلفة، وبارزة، تفيد بأنها مغلقة وممنوع فيها الصلاة بقرار إداري من وزارة الأوقاف!!
نتذكر جميعًا عملية تركيب فيديوهات تجميعية لإعلاميين ودعاة، للإيحاء بتحريفهم للعقيدة، وتشكيكهم فى الثوابت .. ترويج ادعاء، مفاده أن وزارة التربية والتعليم ألغت كل ما يتعلق بآيات الجهاد القرآنية من المقررات المدرسية وتعديلها، إرضاء للمسيحيين، والزعم بأنهم بدأوا يسيطرون على الدولة، تمهيدًا لإذلال المسلمين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وأن من يناصرون المؤسسات الرسمية أعداء للحرية، يفضلون الذل والعبودية!!
غير أن الشائعة الأشد وطأة، والأكثر إثارة للسخرية والشفقة مما وصلت إليه آلة الكذب الإخوانية (ووسائل إعلام محسوبة عليها، وأخرى ممولة من دول إقليمية داعمة لها) كانت عشية مشاركتنا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح المرحلة الأولى لمشروع "الأسمرات" السكنى بمنطقة المقطم، الذى استهدف دمج سكان العشوائيات فى حياة أفضل، حيث زعموا أنه "يجرى تجميع سكان العشوائيات فى منطقة واحدة، تمهيدًا لإبادتهم بسلاح سرى من نوع خاص"!!!
استمرأ الإخوان (وحلفاؤهم) حالة الكذب .. شككوا فى: "ازدواج قناة السويس، استصلاح الصحارى، مشروعات الإسكان، حل أزمة الكهرباء، شبكات الطرق، بنود موازنة الدولة، وفاء مصر بالتزاماتها الخارجية، إنفاق المعونات الخارجية، جهود مكافحة الإرهاب، تسليح القوات المسلحة، تدخل الجيش للحد من ارتفاع أسعار السلع...".
ونحن نشارك فى الاحتفال بذكرى مرور ٦٠ عامًا على تأميم قناة السويس (بالتزامن مع مرور عام على إنجاز مشروع ازدواج القناة)، كانت حاملات الحاويات الضخمة تعبر أمامنا في كلا الاتجاهين، حينها تذكرت محطات مهمة فى الحرب النفسية التى خاضتها الجماعة (وأخواتها) ضد المشروع .. وصفته أولاً بـ"السراب".. بعد بدء العمل فيه، عممت على عناصرها (في الداخل، والخارج) تعليمات للتشكيك في مدة التنفيذ (عام واحد).
حاولت منع المصريين من المساهمة فى تمويل المشروع .. استصدرت فتوى مشبوهة تحرَّم شراء شهادات الاستثمار الخاصة بالتمويل الشعبي للقناة، وأن "الأوضاع الاقتصادية للدولة لن تسمح، بصرف فوائد الشهادات .. فتاوى الإخوان السياسية، تراجعت أمام تدفق المصريين على البنوك لشراء الشهادات وتوفير المبلغ المطلوب (وأكثر) لتنفيذ المشروع؛ لكن قبل الافتتاح العالمي للقناة الجديدة (بمشاركة زعامات دولية وإقليمية) روجت الجماعة أن المشروع مجرد "ترعة" رغم أن طول القناة 35 كم .. تناقلوا بكثافة ما قاله شيخهم المحرِّض على الإرهاب، وجدى غنيم (الذى يتنقّل بين قطر وتركيا) بأن "القناة الجديدة مشروع وهمى"، وأن "طشت أمه أوسع منها"!!
أكاذيب الإخوان (وحلفائهم) استهدفت تسليح القوات المسلحة، الذى تفرضه ظروف صعبة، ومهددات واضحة يتعرض لها الأمن الإقليمي .. ادعوا أن تسليح الجيش يسبب أزمة اقتصادية، علمًا بأن معظم الصفقات العسكرية التى تم إبرامها مع عدة دول كبرى لا علاقة لها بـ"موازنة الدولة"، بل ممولة من دول شقيقة وصديقة فى الغالب .. لم يوجهوا الاتهامات نفسها لحليفهم التركي (يخصص 18 مليار دولار سنويًّا من موازنة الدولة لأغراض عسكرية).
فعلها الإخوان مجددًا، فى ملف استصلاح المليون و٥٠٠ ألف فدان .. يوم تدشين المرحلة الأولى منه (الفرافرة الجديدة) قالوا إنه مجرد مسطحات من النجيل الأخضر .. لم نندهش من هذا الزعم لأننا كنا نقف وسط المشروع مع الرئيس السيسي، ونرى حجم ما يتم على الأرض من جهود وطنية، بأيادٍ مصرية .. استعان الإخوان بخبراء وهميين في وسائل الإعلام التابعة لهم للتشكيك في المشروع، مع تعميم أحكام مطلقة باستحالة تنفيذه .. بعد زيارة الرئيس للمشروع (خلال موسم حصاد القمح والشعير) زعموا أنه مشروع إخواني!!
بالطريقة نفسها، روجوا الأكاذيب التنظيمية بشأن حل أزمة الكهرباء التى كانت دائمة الانقطاع بسبب تردى أوضاع الشبكات وزيادة الأحمال .. قللوا من شبكة الطرق المهمة (استراتيجيًّا، واستثماريًّا) .. حرضوا على تدخل القوات المسلحة للحد من ارتفاع الأسعار (عبر منافذه الثابتة والمتحركة المدعومة من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، الذى لا يستهدف الربح) .. طالبوا بتفرغ الجيش لمهمته الأساسية، كأن عناصر الإخوان هى من تحمى حدود الدولة!!
فعلوا المستحيل لتشويه خطة الدولة في تعزيز عملية تأمين الحدود الشرقية (نطاق المنطقة العازلة في رفح حتى خط الحدود الدولية)، لأن الجهود الحكومية أوقفت عمل الأنفاق الحدودية (بعضها وصل طوله لـ٢٠٠٠ متر) التى تدعم حركة التجارة بين قيادة الإخوان في مصر وحركة حماس في غزة، فضلاً عن استخدامها في تهريب السلاح والمخدرات والهجمات الإرهابية على أكمنة ومنشآت مدنية وعسكرية مصرية، قبل إخلاء مساحة محدودة وتوفير أماكن بديلة لأصحابها.
سافرت فى "مهمة عمل" لشمال سيناء، ومن بين ملفات كثيرة استفسرت عنها، ملف استهداف مسجد "الماسورة" في رفح .. عرفت من شهود عيان أن عناصر إرهابية فجرته عبر عبوتين ناسفيتين بـ"موتسيكلين"، ثم روجت سريعًا أن الجيش هو من هدم المسجد .. عرفت أيضًا أن قائد الجيش الثاني الميداني (فور اطمئنانه على أفراد الكمين المجاور للمسجد) وجه "رئيس الشعبة الهندسية" بالجيش بتجديد المسجد بالكامل على نفقة القوات المسلحة، وتسليمه للأهالى خلال 72 ساعة فى حالة أفضل مما كان عليها.
سلسلة الفيديوهات المصنوعة (في استديوهات الجزيرة القطرية، وفضائيات الإخوان في تركيا) لم تتوقف عن ترويج مزاعم استخدام القوة ضد أهالي سيناء .. هو ملف آخر على إفك الإخوان (وحلفائهم) ضد مؤسسات الدولة، رغم أن حفاظ قوات "إنفاذ القانون" على العادات والتقاليد البدوية تتسبب أحيانًا في تعرضهم للاستهداف المباشر من العناصر الإرهابية التى تنفذ عملياتها، وتختبئ وسط الكتل السكنية.
مجموعات الكذب الممنهج روّجت أيضًا أن طائرات عسكرية معادية (إسرائيلية) تنتهك أجواءنا للتشكيك فى الإمكانات (الفنية، والقتالية) للقوات المسلحة، التى تضحى بالروح والدم، حفاظًا على السيادة الوطنية .. كان هذا جزءًا من حالة الكذب المَرضي، ممن يستخدمون سلاح الوقيعة لتأجيج الرأى العام، ويجتهدون من أجل زيادة الاحتقان، حتى تصبح البلد فى حالة ثورة دائمة.
تلجأ "قوى الشر" في العالم للحرب الناعمة، باعتبارها الأقل تكلفة، ضد الأنظمة المستهدفة.. يتم إنشاء مئات المؤسسات والمنظمات والجمعيات والمراكز غير الحكومية (التنموية، والحقوقية، والمالية...) لاختراق المجتمعات .. يعتمدون تكتيكات "الكفاح المسلح"، والزعم بأنه "كفاح سلمي" (مظاهرات، واحتجاجات، تتحول لاحقًا إلى تخريب للممتلكات العامة والخاصة، وتفجيرات واغتيالات، وحروب أهلية تحرق الأخضر واليابس.
يستحضر هؤلاء جرائم فرقة الحشاشين، ذلك التنظيم السرى العسكري الذي تخصص في الاغتيالات، وأعمال التخريب، والترويع في العالم الإسلامي، حيث كانوا لا يعادون الطائفة السنية فقط، لكن الدين فى عمومه، من خلال إضمار الشر به، والكيد له، والتآمر عليه بالتعاون مع تنظيم "فرسان المعبد" الذى نشأ، إثر سقوط بيت المقدس في يد الصليبيين، قبل أن يبادر بابا الفاتيكان بحظره.
الكذب آفة تحتاج إلى قدرات ذهنية ونفسية وانفعالية. لكن المؤكد أنها كـ"فعل مشين"، يسبقها تهيئة أخلاقية وتربوية مدعومة بدوافع للإقدام عليها، تجعل من يقدم على الكذب لا يفرق بين الحقيقة والخيال .. تدفع بصاحبها لتعمد الإنكار العمدي لحالة حقيقية، كما يرتبط الكذب بـ"شهادة الزور" (بمقابل معنوي، أو مادي)، ومن ثم يتحول الكاذب إلى معول هدم يتسبب في التخريب، وإزهاق الأرواح.
في اللحظات الحرجة، يحدث الفرز الوطني .. تتكشف المهام المشبوهة .. تتبدى محاولات "هزيمة الإرادة المصرية" التى تتفنن فيها قوى وجماعات هدفها شق الصف .. يحدث هذا رغم أن الأديان الثلاثة (اليهودية، والمسيحية، والإسلام) تحرِّم الكذب .. يرفضه المشرعون القدماء والجدد، بسبب أضراره الكارثية بالمجتمعات، ومع ذلك فهو "بيزنس ضخم" يستفيد منه مخربون يعيشون بيننا، ويتآمرون علينا، فتتصدى لهم الأغلبية بـ"الوعي"، وتسقط في براثنهم أقلية بـ"التغييب"!