مقالات رأى

الثابت والمتغير في العلاقات المصرية - الأمريكية

.
طباعة
أعرب بيان وزارة الخارجية المصرية عن أسف وزيرها سامح شكري لتخفيض المساعدات الأمريكية المقررة سنويا بقيمة‮ ‬95‮ ‬مليون دولار. يشير إلغاء اجتماع وزير الخارجية المصري مع مستشار الرئيس الأمريكي- والذي كان مقررا عقده ظهر الـ 23 من أغسطس 2017، وفقا لما أكدته العديد وكالات الأنباء الدولية، وبعض الصحف والمواقع الإخبارية- إلى عدة دلالات، خاصة أنه تم إلغاء الاجتماع دون إبداء أسباب.
 
- الثابت والمتغير في العلاقات:
 
 اتسمت العلاقات المصرية- الأمريكية، خلال الآونة الأخيرة، بعد وصول ترامب إلى سدة الحكم، بالتقارب الشديد في وجهات النظر بين الجانبين في مجالات كثيرة، من أهما‬ ما يتعلق بمكافحة الإرهاب في العالم، وحل القضية الفلسطينية، والتأكيد دائما أن مصر حليف استراتيجي مهم ومؤثر في منطقة الشرق الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية. وقد كان هذا واضحا في مواقفهما المتقاربة في تلك القضايا في المحافل الدولية، مثل القمة الإسلامية- الأمريكية بالرياض، بالإضافة إلى الزيارات المتبادلة بين الطرفين.
 
ويمكن توصيف تلك المرحلة بـ "مرحلة الجذب" للتوافق الواضح بين البلدين، وتأكيد الاستراتيجيات الخاصة برؤى كليهما تجاه المواقف الدولية‮.‬
أما الآن، وبعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية تخفيض المساعدات، سواء المتعلقة بالشأن الاقتصادي أو العسكري، ربما تتحول العلاقة إلى مرحلة الشد‮، ومحاولة جس نبض الجانب المصري من تلك الزاوية، ومعرفة رد الفعل المصري تجاه تلك الأمور‮.‬
 
- الموقف المصري من القرار الأمريكي:
 
 رأت الخارجية المصرية أن ما حدث يمثل صدمة في تحالف الرؤى المصرية- الأمريكية، على أساس أن هذا القرار سوف‮ تكون له تداعيات سلبية على العلاقات بين البلدين فى الوقت الراهن، وربما في المستقبل القريب. كما‮ ‬يؤثر ذلك أيضا فى طريقة اتخاذ القرار المصري تجاه بعض المواقف الإقليمية والدولية، والذي عدّته الخارجية المصرية بمنزلة أداة عقاب‮ ‬يلوح بها النظام الأمريكي ضد  ‬مصر في أي وقت كيفما شاء‮.
 
 إن اتخاذ إجراءات أو قرارات تتعلق بالمقاطعة المصرية الخليجية لقطر قد يكون له دور كبير في العلاقات المصرية- الأمريكية من ناحية، والعلاقات المصرية- العربية من ناحية أخرى، لاسيما تأخير قرار الولايات المتحدة إدراج بعض الأشخاص والمنظمات في قائمة لتضمنها شخصيات قطرية، أو لها علاقات بقطر أو أميرها‮، وربما‮ ‬يكون ذلك القرار ردا على مواقف مصر القوية في مجلس الأمن ورئاسته منذ فترة.
 
- حدود التأثير: 
لا ننسى أن التقارب المصري- الروسي القوى، منذ ما‮ ‬يقرب من‮ ‬ثلاث‮ ‬سنوات، ‬يقلق الجانب الأمريكي، تخوفا من تمدد سلطان مصر ونفوذها في الشرق الأوسط‮،‬ وبالتالي ربط الخيوط ببعضها، والتي منها الزيارات الإفريقية للرئيس لبعض الدول الإفريقية، وتقوية العلاقات، وحل مشكلات القارة السمراء، الأمر الذى يؤثر فى القرار الأمريكي. ذلك الأمر يجعلنا نتساءل: هل يمكن أن تكون تلك الزيارات سببا في اتخاذ واشنطن لقرارها؟
 
بالطبع، قد يكون لتلك الزيارات تأثير فى توقيت القرار، خاصة أن هناك مصالح مشتركة في تلك المناطق للحليف الأول للولايات المتحدة، إسرائيل، ‬خاصة قضية المياه، وسد النهضة الإثيوبي، ‬لاسيما أن هناك بعض القرارات الاقتصادية والسياسية الداخلية التي‮ ‬ستجعل مصر في المستقبل القريب قوة اقتصادية في المنطقة، وربما قوة مؤثرة في العالم‮.‬
 
طباعة

تعريف الكاتب

محمد ماجد بحيري

محمد ماجد بحيري

باحث في العلوم السياسة