مع اقتراب دخول الأزمة السورية عامها السابع، من دون أفق لحلول سياسية تنهي تلك الحرب الضروس، التي حولت درة الشام إلي أثر بعد عين، تبدو معضلة اللاجئين السوريين الفارين من أتون المعارك، بحثا عن ملاذ آمن بعيدا عن الوطن، عصية علي أية حلول رشيدة، سواء في الحاضر، أو في المستقبل المنظور، بل إنها قد تكون مرشحة لمزيد من التعقيد، والمأزومية، والتفاقم، لاسيما في سياقات إقليمية ودولية صراعية استقطابية، لا تهتم بالجوهر الإنساني للأزمة، بقدر ما تهتم بالجوانب العملياتية، والأدوات المصلحية المؤطرة بحسابات الربح والخسارة بين القوي المتنافسة علي الهيمنة، وبسط النفوذ في الشرق الأوسط، وفقا لحروب شد الأطراف، ومعارك الاستراتيجيات والاستراتيجيات المضادة في إقليم باتت حبات رماله هي الأسخن والأشد تعطشا للدماء من بين أقاليم العالم.
تقدم هذه الورقة البحثية إطلالة علي واقع اللاجئين السوريين، من حيث خريطة مسارات اللجوء، والتدفق، إقليميا ودوليا، والأوضاع الإنسانية التي تحيط باللاجئين، والإشكاليات المترتبة علي تزايد أعداد اللاجئين السوريين في الخارج، والآفاق المستقبلية لتلك الأزمة، متعددة الأبعاد، ومآلاتها المتوقعة.