تبدو ظاهرة انتقال بعض الشباب المسلمين للقتال في سوريا باسم "الجهاد" ظاهرة معقدة ومتداخلة في طبيعتها، وأهدافها، والأطراف التي تديرها، وحجم الأجانب المقاتلين، سواء منهم العرب الحاملون لجنسية الدول العربية، أو العرب الحاملون لجنسيات أجنبية، أو غيرهم من الأقوام
ويتوق أغلب أنصار التيار السلفي الجهادي التكفيري(1) في العالم إلي حمل لقب "مهاجر"، نظرا إلي وقع الهجرة في المخيال الإسلامي، وهو ما يعني أنه بات من المجاهدين. وقد ينطبق الأمر أكثر علي الذين يعيشون خارج "أرض الإسلام"، ومنهم المهاجرون من دول المغرب العربي إلي أوروبا. وبحسب زعيم تنظيم "داعش"، فإن الأجانب هم مسلمون بارزون يسيرون علي طريق النبي -صلي الله عليه وسلم- وذلك من خلال هجرتهم وإسهاماتهم في إقامة الدولة الإسلامية(2)
ورغم ما يتمتع به المهاجرون من بلدان المغرب الكبير في أوروبا من وضع معيشي مرض ولائق في كثير من الأحيان، مقارنة بمواطنيهم المستقرين في بلدانهم الأصلية، فإنهم لا يترددون في الانتقال للقتال في بؤر التوتر