أحداث متوالية شهدها بحر الصين الجنوبي في الشهور الأخيرة، كانت الولايات المتحدة حاضرة فيها بقوة، سواء عبر الدبلوماسية، أو التحرك العسكري. هذا الحضور القوي يمثل الحلقة الأحدث في مجمل السياسة الأمريكية تجاه نزاعات الحدود في بحر الصين الجنوبي، وما تتضمنه تلك النزاعات من جوانب متشعبة. هذا الاهتمام الأمريكي يستدعي النظر إلي المصالح الاستراتيجية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، وأدوات تحقيقها، وما يترتب عليها من نتائج وتداعيات.
أولا - المصالح الاستراتيجية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي:
بحكم وضعها كقوة عظمي، وتاريخها الممتد في المنطقة، فإن للولايات المتحدة مصالح متشعبة في بحر الصين الجنوبي. ترتبط تلك المصالح بطبيعة الحال بالدول المشاطئة لذلك البحر، والعلاقات فيما بينها، والتي من بينها وجود نزاعات حول الحدود البحرية فيما بينها، وكذلك بالعلاقات فيما بين تلك الدول والولايات المتحدة ذاتها. ويمكن تلخيص أهم المصالح الاستراتيجية الأمريكية في هذا السياق في ضمان استمرار التفوق العسكري عبر تكثيف الوجود، والتصدي لتمدد القوة الصينية، والمحافظة علي حرية الملاحة لأساطيلها، وحماية المصالح الاقتصادية.
رابط دائم: