مرت جمهورية روسيا الاتحادية بمرحلة من الانكماش الدولي -إن جاز التعبير- بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق الذي ورثته دوليا. ومع بدايات القرن الحادي والعشرين، اتجهت روسيا لتطوير مكانتها الإقليمية والدولية بما يلائم هذا الإرث.
تفاعل العديد من العوامل التي دفعت روسيا لتبني نهج إصلاحي لاسترداد قوتها الاقتصادية والعسكرية بالأساس، قائم علي البرجماتية في إدارة علاقاتها الخارجية، مستهدفة إقامة علاقات متوازنة مع القوي الدولية المختلفة. وقد حققت روسيا نجاحا ملحوظا في هدفها، أهلها للصعود مرة أخري كقوة إقليمية ودولية كبري تنافس للصعود علي قمة النظام العالمي.
وكان للقوة العسكرية دور بارز في هذا الصعود الروسي، الأمر الذي يثير تساؤلا رئيسيا حول مدي تأثير برامج التحديث العسكري والتسليحي التي اتبعتها روسيا في زيادة قوتها العسكرية، ثم ما حدود تأثيرها في الاستراتيجية الروسية الأوسع لدورها الإقليمي والعالمي؟. والإجابة علي هذا التساؤل تتطلب توضيح عدة أمور، هي: مقومات القوة العسكرية الروسية، وبرامج التحديث العسكري والتسليحي، ورؤية روسيا لدورها في معالجة أهم القضايا الإقليمية والعالمية، وحدود تأثير الاستراتيجية العسكرية لروسيا في تنفيذ هذه الرؤية، وأخيرا ما مدي تأثير برامج التحديث العسكري والتسليحي الروسي في علاقاتها الخارجية؟.
رابط دائم: