ثمة علاقة وطيدة بين تحركات اللاجئين عبر الحدود، وما تثيره من معضلات بين الدول، خاصة في ظل انتشار الصراعات المسلحة الداخلية في منطقة الشرق الأوسط التي تشابكت أطرافها، وقضاياها، ودينامياتها في مراحل ما بعد الثورات العربية. إذ بدا أن أزمة اللاجئين في المنطقة تعد تجسيدا للمعضلة الديموغرافية لتحولات الحدود، وما يستتبعها من تغير في التركيبة الطائفية والعرقية.
ما يعظِّم من تأثيرات أزمة اللاجئين أن منطقة الشرق الأوسط تشهد أكبر موجات نزوح إنساني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ تقدر ما بين 14 و15 مليون لاجئ ومشرد داخلي، خاصة مع احتدام المعارك المسلحة في سوريا، واليمن، وليبيا، والعراق، فيما يعد اللاجئون السوريون أغلبية ذلك العدد في المنطقة.
من هنا، فإن هذه الورقة تسعي لتحديد طبيعة العلاقة بين أزمة اللاجئين وانتشار الصراعات، ثم تحديد أبرز الدول المستقبلة للاجئين في الشرق الأوسط، وتأثير ذلك في الأمن الإقليمي، في ظل تنوع أشكال إدارة الحدود بين الدول في المنطقة، فضلا عن تحديد أبرز الاتجاهات لتقليص تداعيات أزمة اللاجئين علي الدول في المنطقة، ومن ثم حدودها.
رابط دائم: