تواجه الدول العربية تناميا لمعضلات الحدود التي باتت تشكل تأثيرا في أمن هذه الدول، مثل الإرهاب، وشبكات الجريمة المنظمة، وتهريب السلاح والمخدرات، والهجرة غير الشرعية، وغيرها. وتتنوع مقاربات مواجهة هذه المعضلات الحدودية. ففيما لجأت بعض الدول إلي تشديد الحراسة علي الحدود، واستخدام وسائل تكنولوجية عالية، من خلال رصد حركات جماعات الإرهاب والجريمة المنظمة، عمدت أخري إلي التنسيق الأمني الثنائي من أجل ضمان رقابة للحدود، علي غرار التنسيق بين كل من الجزائر، وليبيا، وتونس، ومصر.
وفي حالات أخري، اعتمدت بعض الدول علي تقديم المساعدات المالية، ودعم المشاريع التنموية في دول الجوار، خصوصا تلك التي تعرف مستويات كبيرة من الفقر والتخلف، وذلك لتوطين اللاجئين في بلدانهم، ومنعهم من الدخول بطريقة غير مشروعة إلي الدول التي تعرف وفرة نسبية في الموارد ومناصب الشغل. كما تعتمد بعض الدول العربية، وفي إطار متعدد الأطراف، علي تدعيم النصوص القانونية والاتفاقيات الدولية، التي تجرم الهجرة غير الشرعية، وشبكات الجريمة المنظمة، والجماعات الإرهابية التي تنتقل عبر الحدود. في هذا الإطار، تسعي هذه الورقة إلي تناول مقاربات مواجهة مشاكل الحدود، خصوصا جماعات الإرهاب والجريمة المنظمة، مع التطبيق علي نماذج عربية.
رابط دائم: