يقصد بالتكتلات الاقتصادية الدولية -لغرض التحليل في هذه الدراسة- التجمعات الدولية التي يعد العامل الاقتصادي المتغير الرئيسي، أو أحد المتغيرات الرئيسية الحاكمة لعملية التكامل البيني فيها.
وفي ضوء هذا التعريف، يسهل تصنيف تجمعات دولية معينة بحسبانها تكتلات اقتصادية دولية بصورة واضحة. مثال ذلك "مجموعة العشرين"، ذات الطبيعة المتعلقة بالجانب المالي الدولي. وقد عقدت هذه المجموعة أحدث اجتماع سنوي لها علي مستوي القمة في نوفمبر 2014 بمدينة "بريسبان" علي ساحل استراليا الشرقي، وتضم عشرين دولة، هي الأكثر تأثيرا في مجريات النظام المالي الدولي الراهن، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، والصين، واليابان، وروسيا، والهند، والسعودية. وقد أخذ نشاط هذه المجموعة يتعدي طابع المنشأ الأصلي لها، لتمد بصرها صوب قضايا أخري أبعد من الأفق المالي، كما تبين من مداولات اجتماعها الأخير، والتي تضمنت مسائل متنوعة متصلة بالتغير المناخي، وأزمة الطاقة الدولية.
بيد أن البعض الآخر من التجمعات الدولية يصعب عدّه من قبيل التكتلات الاقتصادية المحض، برغم ارتباط ظروف النشأة والتكوين بالعامل الاقتصادي قبل غيره، وهذه حالة "الاتحاد الأوروبي". وكذلك الحال فيما يتعلق بمجموعة -رابطة بلدان جنوب شرقي آسيا (آسيان)، وعقدت أحدث اجتماعاتها علي مستوي القمة في23-24 نوفمبر 2014 في مدينة "نيابيداو"- ميانمار. ويعد العامل الاقتصادي ملمحا أساسيا في تكوينها وتطورها، ولكن مسارها المتصل عبر الزمن يتجاوز "الاقتصاد" بوتيرة متسارعة، متجها صوب تشكيل إطار تنظيمي أكثر إحكاما، وأوسع نطاقا علي نحو متزايد.( للمزيد أنظر المجلة)
رابط دائم: