وكأن الدول العربية كانت في حاجة لخوض تجربة قاسية أخري، تضاف لتراكم مسلسل الانتكاسات المتلاحقة، فإذا بتداعيات الأوضاع في العراق وسوريا تفرز تهديدا جديدا متعدد الأبعاد، يتمثل في حركة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش). وتتناول هذه الورقة تطورات هجوم "داعش" علي سوريا والعراق، ثم مواقف الدول العربية، ثم تحليل الخطر، وتحديد استراتيجية مواجهته.
أولا- تطورات هجوم "داعش":
كانت "داعش" قد ولدت في العراق علي يد "أبي مصعب الزرقاوي" في عام 2004(1)، ثم أخذت تمتد إلي سوريا في ربيع 2013، عبر مصادمات متوالية مع الحركات الثورية السورية في المناطق الشرقية والشمالية (الجيش السوري الحر، أحرار الشام، الجبهة الإسلامية، جيش المجاهدين). كما وجهت الحركة ضربات إرهابية إلي تركيا وحزب الله في بيروت، بالإضافة لعملياتها في العراق (الهجوم علي سجن "أبو غريب" في يوليو سنة 2013، وتمكنها من الإفراج عن قرابة 500 سجين، بمن في ذلك عدد من العناصر القيادية "داعش").
وهنا، يلاحظ أن بصمات الحركة كانت واضحة منذ مراحلها الأولي، من حيث تفردها في العمل، وعزوفها عن التنسيق مع الحركات الثورية السورية، وتمسكها بأيديولوجيا إسلامية متطرفة، ووجود عدد من غير العرب بين قياداتها، واتباعها أساليب وحشية مع خصومها تشمل الإعدام الجماعي، والذبح والتمثيل بالجثث، وانتهاك حقوق السكان المدنيين بدعوي تطبيق "الحكم الإسلامي". وفي المقابل، يلاحظ توالي المصادمات العسكرية لـ "داعش" مع القوات العراقية والتركية، بل وقيام تركيا بتوجيه ضربات عسكرية للتنظيم داخل سوريا. ورغم أن عمليات "داعش" في سوريا لم تخل من هجمات علي القوات والقواعد السورية (الاستيلاء علي مطار "المناغ" الحربي في أغسطس 2013)، فإنه يلاحظ اتساع مسرح العمليات الذي تتحرك عليه "داعش"، وتعدد خصومها، وتنوع طبيعة التكتيكات المستخدمة، بل طموحها للاستيلاء علي مساحات كبيرة من الأراضي بشكل يناقض استراتيجيات حرب العصابات.
وهكذا، بدأت حملة "داعش" علي محافظة "الأنبار" في العراق مع نهاية 2013، وما لبثت أن أعلنت الدولة الإسلامية في "الفلوجة" في بداية 2014، مع استمرار المصادمات مع القوات العراقية في المناطق المجاورة. ومع شهر يونيو، تم الاستيلاء علي "الموصل"، ثم "تكريت". ومرة أخري، ظهرت صور الإعدام الفردي والجماعي، وهروب المدنيين، خاصة المسيحيين منهم. ووسط انهيار القوات العراقية، استولت "داعش" علي كميات كبيرة من الأسلحة والأموال (قيل إن بنوك الموصل احتوت علي مبالغ تصل إلي نحو 430 مليون دولار). كما تم احتجاز نحو 50 من موظفي القنصلية التركية وأسرهم (أفرج عنهم يوم 20 سبتمبر)(2). وتحركت قوات البشمركة الكردية للاستيلاء علي "كركوك" لحمايتها من تقدم قوات "داعش" (13 يونيو)، بينما اتجهت الأخيرة لاحتلال مراكز استخراج وتكرير البترول، بالإضافة إلي عدة نقاط حدودية مع سوريا، والأردن. ولأول مرة، تدخل الطيران السوري لضرب مواقع "داعش" داخل العراق (24 يونيو)، وهو ما لقي ترحيبا من جانب رئيس الوزراء العراقي (آنذاك) نوري المالكي(3). ومع ذلك، فقد أُعلن يوم 29 يونيو عن تولي أبي بكر البغدادي الخلافة علي رأس "الدولة الإسلامية"، وما لبث أن وجه نداء للمسلمين بالانضمام تحت رايته، والهجرة إلي دولته. ومع نهاية شهر يونيو، أعلنت الولايات المتحدة عن رفع عدد قواتها في العراق إلي 800 (وهو رقم تضاعف فيما بعد، ويتوقع أن يصل إلي أكثر من ثلاثة آلاف عسكري مع نهاية 2014).
وتوالت مشاهد العنف والوحشية، بينما تحارب "داعش" علي أكثر من جبهة في العراق وسوريا، بل أيضا في لبنان، في آن واحد، وتستمر في إعدام العشرات بل المئات، بمن في ذلك رجال الدين، مع تدمير المقدسات الدينية للشيعة ولغيرهم. وفي بداية أغسطس، تم الاستيلاء علي "سنجار"، وهرب "الإيزيديون" من السكان من القتل والأسر، وسط أحداث مأساوية عبأت الإعلام العالمي، واستنفرت تصريحات الإدانة، مع مطالبات بالتدخل لوقف الانتهاكات "الداعشية" تجاه الشيعة، والمسيحيين، والإيزيديين، والتركمان.
توجهت قوات "داعش" نحو المناطق الكردية، وسرعان ما أعلن الرئيس الأمريكي توجيه ضربات جوية ضدها في العراق يوم 7 أغسطس، بالإضافة إلي إسقاط مواد الإغاثة، بينما أسرعت بريطانيا وفرنسا بالانضمام إلي جهود الإغاثة. وأعلنت واشنطن أن أفعال "داعش" ترقي إلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية(4). وقد اتهم د. نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، "داعش" بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وطالب بتقديم مرتكبي هذه الأعمال للعدالة (11 أغسطس). ووجهت الفاتيكان نداء للقيادات الدينية من الديانات كافة للتضامن في إدانة جرائم "داعش"، مع التركيز علي القيادات الدينية للمسلمين، حيث طالبهم "باتخاذ موقف واضح وشجاع"، مشيرا إلي أن صمتهم يثير التساؤل حول جدوي حوار الأديان(5).
وبدأت تتبلور معالم التحرك الأمريكي ضد "داعش". فتحت الضغط الأمريكي، استقال المالكي الذي كان يعد عقبة أمام تحقيق قدر من التواؤم الشيعي - السني في العراق، وفي الوقت نفسه، سارعت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لتوفير الدعم العسكري للأكراد العراقيين بشكل مباشر، ودون تنسيق يذكر مع بغداد(6)، وهو ما فعلته طهران أيضا، حيث أعلن قادة الأكراد أن إيران كانت أول دولة وفرت المعونة العسكرية لهم، وظهرت تقارير تؤكد وجود قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، في مناطق المواجهة مع "داعش".
وتمت استعادة سد الموصل من قوات "داعش" يوم 19 أغسطس. وفي اليوم نفسه قامت بإعدام أحد الأسري الأمريكيين (فولي)، وهو ما سبب موجة سخط داخل الولايات المتحدة تأكدت مع إعدام أسير أمريكي ثان في 2 سبتمبر.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في 10 سبتمبر أن بلاده ستقود تحالفا دوليا بهدف القضاء علي "داعش" من خلال استراتيجية شاملة مضادة للإرهاب Comprehensive Counter-terrorism Strategy. وبدأت العمليات الجوية فوق سوريا يوم (23 سبتمبر) بمشاركة الولايات المتحدة، وبريطانيا، والبحرين، والأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر. وتبلور الاسم الحركي للعمليات، وهو "العزيمة الكامنة" Operation Inherent Resolve ، وتوالت الإسهامات العسكرية والإنسانية من جانب دول الناتو، وعدد من الدول العربية وغيرها(7). ثم تحولت "داعش" إلي الهجوم علي "عين العرب" (كوباني) علي الحدود السورية - التركية بدءا من يوم 19 سبتمبر. ورغم تحفظ الرد التركي، فإن البرلمان ما لبث أن وافق (2 أكتوبر) علي استخدام أراضيه من جانب أطراف أخري لتوجيه ضربات عسكرية ضد "داعش"، كما وافق علي قيام القوات التركية بعمليات في سوريا والعراق.
ثانيا- مواقف الدول العربية:
وسط تحليل الأحداث، تبدو مواقف الدول العربية من مواجهة خطر "داعش" مترددة، أو غير واضحة، أو متأخرة، ولعل ذلك هو ما دعا الولايات المتحدة لإرسال أكثر من مبعوث لزيارة الدول العربية، وحشد موقفها. كما صرح وزير خارجية فرنسا (30 أغسطس) برغبة بلاده في استضافة مؤتمر دولي حول "داعش"، يضم الدول الإقليمية، والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن. ويستدعي هذا الموضوع بحثا دقيقا، لأنه يتصل بصميم قدرة النظام الإقليمي علي تحديد مصادر الخطر، وتحليل أبعاد التهديدات التي تواجهه، مع بلورة رد فعل، خلال مدة زمنية قصيرة، مع تنفيذ رد الفعل هذا بأدوات ناجعة.
والواقع أننا نجد أن مجلس جامعة الدول العربية علي مستوي المندوبين الدائمين قد أصدر بيانا بشأن مستجدات الأوضاع الخطيرة في العراق (10 يونيو)، تضمن "الإدانة الشديدة لجميع الأعمال الإرهابية التي تستهدف العراق"، ويؤكد احترام سيادة العراق، ووحدة أراضيه، ويدعو لتحقيق الوئام والوفاق الوطني. وعاد الموضوع للبحث في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد علي هامش مؤتمر التعاون الإسلامي يومي 18 و19 يونيو في جدة. غير أن القرارات، والبيانات، والتصريحات العربية لم تتضمن إجراءات واضحة ومحددة إلا في مرحلة لاحقة، مع تكثيف الجهود الغربية لحشد موقف إقليمي مساند للتدخل العسكري الخارجي. فقد عقد اجتماع الرياض (30 أغسطس) بحضور السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات، وصدر تحذير من العاهل السعودي بأن إهمال محاربة "داعش" يمكن أن يؤدي إلي وصولها إلي أوروبا بعد شهر، وإلي الولايات المتحدة بعد شهر آخر. وتبع ذلك قرار من مجلس وزراء الخارجية العرب (7 سبتمبر) يدين "داعش"، ويدعو للانضمام لاتفاقيات محاربة الإرهاب، والتعاون الأمني والقضائي، وتكثيف تبادل المعلومات، ووضع خطط وطنية وإقليمية للوقاية من الإرهاب، والتعاون مع الجهود الدولية، والإقليمية، والمحلية لمحاربة الجماعات المتشددة. ولعل ذلك هو ما قد دفع الأمين العام للجامعة العربية (7 سبتمبر) إلي حث الدول العربية علي مواجهة "داعش" عسكريا وسياسيا، حيث طالب بقرار واضح وحاسم بمواجهة شاملة مع "هذه الجماعات السرطانية الإرهابية". وأشار إلي أن "داعش" تمثل أحد التحديات التي تهز العالم العربي، والتي لم تستطع الجامعة العربية مواجهتها. كما أكد الوزراء العرب قرار مجلس الأمن 2170 (والذي كان قد صدر يوم 15 أغسطس). ومرة أخري، نلاحظ ضعف تحليل التهديد، وعدم تحديد إجراءات رد الفعل، والاكتفاء بصيغ عامة وخطوات غير مؤثرة
لا تتضمن أي إطار زمني، مع غياب آليات المتابعة والتنسيق.
وبالتوازي، عقد اجتماع جدة (11 سبتمبر) بحضور 12 دولة، بينها الولايات المتحدة، وتركيا، ودول مجلس التعاون الست، بالإضافة لمصر، والأردن، والعراق، ولبنان. ولوحظ أن تركيا لم تشترك في البيان الختامي الصادر عن هذا الاجتماع.
وقد تضمن البيان الصادر عن اجتماع جدة الالتزام بالعمل المشترك لمحاربة "داعش"، حيث أكدت الدول العشر مع الولايات المتحدة أنها "تتشارك الالتزام بالوقوف متحدة ضد الخطر الذي يمثله الإرهاب علي المنطقة والعالم، بما في ذلك ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، كما شددت علي أنها "وافقت علي أن تقوم كل منها بدورها في الحرب الشاملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
وافقت هذه الدول علي "وقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الدول المجاورة، ومواجهة تمويل الدولة الإسلامية، وباقي المتطرفين، ومكافحة أيديولوجيتها التي تتسم بالكراهية، ووضع حد للإفلات من العقاب، وجلب المرتكبين أمام العدالة، والإسهام في عمليات الإغاثة الإنسانية، والمساعدة في إعادة بناء وتأهيل مناطق الجماعات التي تعرضت لبطش تنظيم الدولة الإسلامية، ودعم الدول التي تواجه الخطر الأكبر من التنظيم".
كما اتفقت أيضا علي "المشاركة، إذ كان ذلك مناسبا، في الأوجه المتعددة للحملة العسكرية المنسقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية". ورحبت الدول الموقعة علي البيان بـ "تشكيل حكومة عراقية جامعة"، وبـ "الخطوات الفورية التي تعهدت هذه الحكومة باتخاذها لخدمة مصلحة جميع المواطنين العراقيين، بغض النظر عن الدين، أو المذهب،
أو العرق".
وفي مؤتمر صحفي، عقب الاجتماع، أكد كيري أن "الدول العربية تلعب دورا محوريا في التحالف" ضد التنظيم المتطرف. وسخر كيري، خلال المؤتمر، من رؤية موسكو أن أي عمل عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية علي الأراضي السورية يجب أن يحظي بتفويض دولي من مجلس الأمن، علي خلفية الأحداث في شبه جزيرة القرم، وشرق أوكرانيا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، أن الاجتماع شدد علي "التعامل بمنظور شامل" مع مسألة الإرهاب، بما يشمل "ليبيا، ولبنان، وسوريا، والعراق، واليمن". وأشار إلي أن "التقاعس والتردد لن يساعدا في اقتلاع ظاهرة الإرهاب من جذورها"، كما شدد علي أن "أي تحرك أمني ضد الإرهاب لا بد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال الذي يؤدي إليه".
ورحبت السلطات العراقية، والمعارضة السورية بالاستراتيجية التي عرضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. فقد كان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، من أوائل المرحبين بخطة أوباما، وأفاد بيان صادر عن المتحدث باسمه أن العراق "يرحب باستراتيجية أوباما فيما يخص الوقوف معه بحربه ضد "داعش" والجماعات الإرهابية، إذ إن المتضرر الأول والأخير من خطورة هذا التنظيم هم العراقيون بجميع طوائفهم، وأديانهم، وأعراقهم". من جهته، رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بخطة أوباما، لكنه حض علي التحرك أيضا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وسعي النظام السوري لتقديم نفسه كشريك في الحملة لمحاربة الإرهاب، مع الإصرار علي ضرورة التنسيق معه قبل القيام بأي ضربة عسكرية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وأعلن وزير المصالحة الوطنية في سوريا، علي حيدر، أن "أي عمل كان، من أي نوع كان، دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء علي سوريا". وفيما بعد، عندما بدأت الضربات العسكرية للتحالف علي أهداف داخل سوريا، أعلنت الحكومة السورية أنها أُبلغت بالأمر، عبر مندوبها في الأمم المتحدة، وعبر الحكومة العراقية، بينما نفت ذلك الولايات المتحدة.
وهكذا، عقد "المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق" في باريس يوم 15 سبتمبر بحضور نحو 30 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، واليابان، ومعها عدد من دول الناتو، والاتحاد الأوروبي (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا، والنرويج، والدنمارك، وبلجيكا، وتشيك، وكندا، وتركيا) مع عدد من الدول العربية ( دول مجلس التعاون، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان)، بالإضافة للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية. وأول ما يلاحظ علي الدول المشتركة هو غياب إيران التي كانت باريس راغبة في حضورها، حيث كانت الاعتراضات السعودية، وربما الأمريكية، حائلا دون تحقيق الرغبة الفرنسية(8). كما يلاحظ غياب سوريا التي أبدت غضبها لاستبعادها من المؤتمر. ورغم عقد المؤتمر خارج نطاق الأمم المتحدة، فإنه كان يمثل خطوة مهمة في اتجاه تدويل عملية مواجهة "داعش" بحضور روسي - صيني.
وتضمن الإعلان الصادر عن مؤتمر باريس تأييدا لرئيس الوزراء العراقي الجديد، وعدَّ "داعش" تهديدا للمجتمع الدولي، وإدانة أعمالها التي قد تصل لجرائم ضد الإنسانية، وبالتالي التمسك بمحاسبة الجناة أمام العدالة. وجدد الإعلان الحاجة العاجلة لإخراج "داعش" من العراق، والاتفاق علي تقديم الدعم العسكري لحكومة بغداد، وزيادة حجم المعونة الإنسانية.
ورغم مشاركة تركيا في مؤتمر باريس، فإنها ظلت علي تحفظها من الانضمام للتحالف، حيث كررت موقفها من ضرورة النظر إلي نظام الأسد في دمشق علي أنه أساس المشكلة التي يجب مواجهتها بالعمل علي إسقاطه، مع فرض منطقة آمنة علي الحدود التركية - السورية، بالإضافة لمنطقة حظر جوي. ويلاحظ استمرار الشد والجذب بين الجانبين الأمريكي والتركي حول مدي تعاون أنقرة في المجهود الحربي ضد "داعش".
وبالتوازي، كان رئيس الوزراء العراقي الجديد يصرح بأنه "يعترض بشدة" علي قيام الدول العربية بتوجيه ضربات جوية "لداعش" داخل العراق(9)، كما رفض قبول قوات برية لتحارب علي الأرض العراقية، وإن كان قد أرسل وفدا لدمشق ليطلب موافقتها علي قيام طائرات التحالف بضرب أهداف "داعش" في الأراضي السورية. وذكر أنه لا يمكنه شن ضربات علي سوريا، "لأنها دولة جارة"، وإن كان يرحب بأي جهد دولي ضد التهديدات الصادرة من سوريا.
وتبلور الموقف المصري في الامتناع عن المشاركة العسكرية في القتال ضد "داعش"(10)، وتأكيد ضرورة المواجهة الشاملة للإرهاب في كل مكان لوجود ارتباطات عضوية بين الحركات الإرهابية في المنطقة، مع شرح لوسائل مواجهة الإرهاب فكريا، وإعلاميا، واقتصاديا ... إلخ.
ثالثا- تحليل الخطر .. تحديد الاستراتيجية:
ومن خلال مراجعة الأحداث والمواقف، والتصريحات -خلال الفترة الممتدة من هجوم "داعش" علي العراق، واستيلائها علي الموصل (يونيو 2014)، حتي وقت تبلور المرحلة الأولي من الرد العسكري والدبلوماسي للتحالف في العراق وسوريا (في شهري سبتمبر وأكتوبر)- يمكن إبداء الملاحظات الآتية:
(1) تأخر تحليل خطر "داعش" كتهديد رئيسي لمجموعة من المصالح والقيم العربية، بما في ذلك ضربها لفكرة القومية العربية في الصميم، وطرحها لبديل إسلامي عنيف ورجعي يتعامل مع الهويات الفرعية بتعصب، ويتسبب في زيادة التفكك، وتعظيم التدخل الخارجي، وتشويه صورة العروبة والإسلام، وتقويض المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول، وتقديم سابقة خطيرة لسلوك الجماعات والفاعلين من غير الدول. وقد عكست التصريحات العربية قدرا من عدم التركيز أو الوضوح، حيث اتجهت إلي الحديث عن ارتباط الحركات الإرهابية في المنطقة، وضرورة مواجهتها بشكل شامل، أو سعت لاستثارة الغرب بالتحذير من أن "داعش" ستهدده في عقر داره، أو حاولت الربط بين موقفها من "داعش" وموقف الغرب منها، أو جادلت بتعدد وسائل مواجهة الإرهاب، وكلها تبدو هروبا من تشخيص الخطر، وتحمل مسئولية المواجهة. وللمقارنة، يمكن التوقف أمام ما قالته ملكة الأردن، في افتتاح مؤتمر قمة أبوظبي للإعلام (18 نوفمبر)، حيث قالت إن "داعش" تستخدم وسائل الاتصال الاجتماعي من أجل "خطف هويتنا، وإعادة دفعنا بالصورة التي تريدها هي". وأضافت أن الصورة العنيفة التي ينشرها التنظيم "لا تمثلني ولا تمثلكم. إنها صور غريبة ومقززة بالنسبة للغالبية العظمي من العرب، المسلمين والمسيحيين". وأشارت إلي "أنهم يهاجمون قيمنا كشعب وقضيتنا الجماعية". ونددت الملكة بما وصفته بأنه "صمت المجتمع" أمام "داعش"، عادَّةً أن "صمتنا له دلالات كبيرة. نحن متواطئون في نجاحهم". وشددت علي أنه يجب الانتصار في الحرب ضد المتطرفين، وذلك ليس فقط علي أرض المعركة، بل علي المستوي الفلسفي أيضا ومن خلال التعليم، "أنها معركة من أجل مستقبل الإسلام، ومستقبل العالم العربي، إنها معركة يجب أن يفوز فيها المعتدلون".
(2) اتسم رد الفعل العربي علي "داعش" بالبطء الشديد (ظاهرة تأخر "زمن رد الفعل")، كما ظهر عليه التردد، وقدر من الالتباس، وعدم توافر الأدوات والآليات التي يحتاج إليها الموقف. ويلاحظ عقد عدد لا بأس به من الاجتماعات العربية، أصدرت بيانات إنشائية دون أن تظهر ملامح لخطة عمل واضحة، أو اتجاهات للعمل المؤثر، وفي إطار زمني محدد. ولا شك في أن آليات العمل العربي التي كثيرا ما شكا منها أمناء جامعة الدول العربية والمطالبون "بتطوير" الجامعة، أو "إعادة هيكلتها"، لا تزال غير ملائمة للتعامل مع تحد مثل "داعش". فلا آلية لمجلس الأمن والسلم، أسوة بالاتحاد الإفريقي، ولا آلية عسكرية، لديها قيادة، وخطط، وميزانية، وقوات مدربة وجاهزة للتحرك، ولا حتي مؤسسة، أو مركز إقليمي للإغاثة الإنسانية. ويمكن أن نلاحظ أيضا انقطاع جهود الجامعة العربية السابقة في تحقيق مصالحة داخلية في العراق. وهكذا، فإن الأدوات والآليات المطلوبة لم تكن متوافرة، وما كان متاحا وقابلا للحركة لم يتم استخدامه.
(3) لم تتبلور ملامح استراتيجية عربية واضحة لمواجهة "داعش"، وبدا أن كل دولة تتحرك بشكل فردي، أو كرد فعل لتحرك القوي الإقليمية والدولية. وعلي سبيل المثال، لا يبدو أن هناك موقفا عربيا واضحا من تبعات الدعم العسكري الغربي، والإيراني للأكراد، ولا أسلوب التعامل الدولي مع أربيل، حيث أخذت تتبلور معالم دولة مستقلة بكل مؤسساتها ورموزها، وهو أمر لا شك في أنه ستكون له توابعه علي تكوين الدولة العراقية، والعلاقات السنية - الشيعية داخلها، فضلا عن موازين القوي مع إيران وتركيا، مع وجود تبعات تمس الكيانات الكردية في هاتين الدولتين وسوريا. وانطبق الوضع نفسه علي الموقف من توجيه ضربات ضد "داعش" داخل الأراضي السورية، علاوة علي عن موقف رئيس الوزراء العراقي الرافض لمشاركة قوات عربية في الدفاع عن بلاده، وتفضيله لقوات أجنبية.
(4) يلاحظ قيام وزير خارجية مصر بزيارة للعراق يوم 11 يوليو، عقب زيارته لكل من الأردن والكويت، حيث سبقته تصريحات رئاسية مصرية تحذر من "كارثة" تفتت العراق، في حالة قيام دولة كردية مستقلة. وتركزت تصريحات الوزير المصري علي أهمية صياغة موقف وطني جامع، حيث دعا قادة العراق إلي تنحية "الانتماءات الحزبية، والمصالح الشخصية، وأن يتحملوا المسئولية الوطنية الجسيمة الملقاة علي عاتقهم". وفي الوقت نفسه،اتصل رئيس الوزراء العراقي آنذاك، نوري المالكي، بالرئيس السيسي شاكرا له موقف مصر الداعم لوحدة العراق. ويلاحظ تصريح رئيس الوزراء العراقي الجديد، حيدر العبادي، بوجود تعاون دفاعي عراقي - مصري، حيث ذكر أن مصر زودت بلاده بالأسلحة لمواجهة "داعش"(11).
(5) تأكدت -مرة أخري- مخاطر غياب كيان إقليمي أمني له إمكانيات دفاعية، وإن كان مجلس التعاون الخليجي يتجه نحو ذلك. والمقصود هو أن تتضامن الدول العربية بسرعة لوضع خطة شاملة لمواجهة "داعش"، بما في ذلك تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ودون الانتظار لطرف خارجي، حيث إن كيان إحدي الدول الأعضاء يتعرض لخطر وجودي، فضلا عن الانتهاكات الجسيمة التي قامت بها "داعش". وفي الوقت نفسه، لم نسمع عن عقد لمجلس أمن قومي في أي من الدول العربية لبحث تداعيات التطورات العراقية، وكيفية الرد عليها. وانطبق ذلك أيضا علي رد الفعل في مجال الإغاثة الإنسانية، حيث وقف العالم العربي متفرجا، بينما تقوم الطائرات الأمريكية والبريطانية بإسقاط المعونات علي الأقليات العراقية، بما في ذلك الزجاجات التي تحمل المياه الاسكتلندية.
(6) علي مستوي القيادات الدينية، صدرت تصريحات مفتي السعودية (27 مايو) بإدانة "داعش"، والقاعدة، والمطالبة بالتوقف عن التغرير بالشباب بدعوته للقتال في سوريا. وتصاعدت التصريحات بعدِّ "داعش" العدو الأول للإسلام (19 أغسطس)، والمطالبة بمواجهته علي أساس "إن حاربوا المسلمين، فعلي المسلمين محاربتهم". وفي 19 يونيو، أصدر الأزهر بيانا بأنه يراقب الأوضاع في العراق بقلق بالغ، ويدعو جميع الأطراف إلي إحياء مفهوم التوافق بين فئات المجتمع الوطني. وتبع ذلك بيان آخر (23 يونيو) يطالب بعملية سياسية متكاملة، ربما إشارة لتهميش السنة. وفي 27 يوليو، صدر بيان من مشيخة الأزهر يعبر عن "انزعاجها الشديد إزاء ما يتواتر من أنباء بشأن عمليات التهجير القسري لمسيحيي مدينة الموصل، الأمر الذي يتناقض كليا مع المبادئ والتعاليم الإسلامية السمحة التي تدين بشكل تام أي سلوك متطرف. وطالب الأزهر الشريف بـ "ضرورة التصدي والوقوف الحاسم في وجه هذه النزعة البعيدة كل البعد عن روح الأمتين العربية والإسلامية". ويلاحظ اللغة الحريصة لهذه البيانات، وعدم تعرضها لجوانب حساسة من عقيدة "داعش"، وما تطرحه من آراء وممارسات، مثل فكرة الخلافة، والدولة الإسلامية، والتعامل مع الأقليات، وتطبيق العدالة، وغيرها. ولعل ذلك ما يفسر الانتقادات التي وجهت للقيادات الإسلامية في تعاملها مع الإسلام المتطرف.
(7) يمكن القول إن مؤسسات الفكر والإعلام العربي هي الأخري كانت بطيئة ونمطية في رد فعلها من ناحية تكييف خطر "داعش"، وتحليله، وتقديم بدائل التعامل معه. بل استسهل البعض "حديث المؤامرة"، فذهب إلي أن "داعش" ما هي إلا جزء من خطة أمريكية - صهيونية لتقسيم العالم العربي (كان هناك حديث مواز في وسائل الإعلام عن مرور قرابة مئة عام علي خرائط سايكس - بيكو، ومؤتمر "سان ريمو"، وبالتالي التساؤل عن ظهور خرائط جديدة للمنطقة). ويشترك في ذلك أداء المجتمع المدني العربي، حيث لم يتحرك بالحجم الكافي، أو السرعة المطلوبة لحشد المعونة الإنسانية للعراقيين أو السوريين.
8- تباينت وجهات النظر حول الاستراتيجية العسكرية لمواجهة "داعش". فقد تحدث الرئيس الأمريكي عن وقف زحف "داعش"، وحماية أرواح الأمريكيين (المقصود "المستشارون" العسكريون في الإقليم الكردي)، كما تحدث عن حماية المسيحيين، وباقي الأقليات. والواضح أن النموذج المطروح عسكريا كان نموذج ما حدث في يوغوسلافيا السابقة من استخدام مكثف للقوة الجوية دون وجود بري. وبرزت تصريحات أمريكية تتوقع حربا طويلة مع استهداف بناء القدرات البرية للقوات العراقية (سواء التابعة لبغداد أو الكردية) في المدي القريب. ووجهت انتقادات تركية لهذه الاستراتيجية تقول بعدم فاعلية الضربات الجوية، وعدم قيامها بانتقاء الأهداف المؤثرة، فضلا عن مطالبة تركيا باتخاذ إجراءات ضد نظام الحكم في دمشق. كما وجد موقف لبعض الدول المشاركة في العمليات، والتي ترفض ضرب أي أهداف في سوريا (الموقف الفرنسي مثلا). وعندما قامت "داعش" بالهجوم علي "عين العرب" (كوباني)، اختلف رأي الخبراء حول رد فعل دول التحالف، وما إذا كان تركيزها علي الدفاع عن هذه المدينة هو علي حساب تحقيق أهداف عسكرية أوسع، أم لا(12). وبالمقابل، لابد من إثارة السؤال حول الحسابات والأهداف العسكرية التي تريدها الأطراف العربية. فهل هي متفقة تماما مع التصور الاستراتيجي الأمريكي، أم أن لديها منظورا مختلفا؟، وما هو الرأي فيما أعلن من قيام الطائرات الإيرانية بضرب أهداف "داعش" داخل العراق؟، وما هو الموقف تجاه تصريحات رئيس الوزراء العراقي التي رفض فيها أي دور عسكري عربي داخل الأراضي العراقية؟.
9- واقعيا، فإن سيناريو قيام دولة كردية يقترب من التحقق، وفي مدي أقصر من التوقعات السابقة التي كانت تقدر إمكانية قيام هذه الدولة في حدود عام 2020. ولا شك في أن تداعيات ذلك سوف تكون عميقة علي وحدة العراق، خاصة في ظل التوترات بين الشيعة والسنة، والاتجاه إلي تسليح القبائل والتنظيمات غير الحكومية. وهنا، تظهر خطورة الإخلال بالتوازن الإقليمي مع إيران، بما في ذلك من تداعيات سوف تنعكس علي المشرق العربي والخليج. ورغم تأخر الوقت، فقد يكون البديل هو الدفع نحو عراق يتكون من أقاليم تتمتع بقدر من الحكم المحلي في إطار شبه فيدرالي، وإلا فسيكون علي العرب مواجهة سيناريو أشبه بما حدث في جنوب السودان.
وختاما، فإن السيناريو الأفضل يمكن أن يتضمن تكوين مجموعة عربية فاعلة تضم مصر، ومجلس التعاون، والأردن، والجزائر، والمغرب، بحيث تتم صياغة رؤية لمعالجة الأزمة الحالية التي تمر بالمنطقة، والخطر الآني الذي يتعرض له العراق. والبديل أن تظل المنطقة تنزف في معركة طويلة تنتج عنها كيانات يصعب تفكيكها فيما بعد.
وعلي مستوي أعمق، فإن مراكز الفكر والساسة العرب مطالبون بتحليل أداء منظومات كاملة، وطنية وإقليمية، لم تقم بالدور المطلوب في مواجهة خطر "داعش" الوجودي علي النظام العربي. الحكومات العربية، والمنظمات الإقليمية، والمؤسسات الدينية بقياداتها، والجمعيات الأهلية، والإعلام كلها تحتاج إلي مراجعة دقيقة لأدائها. ثم إن هناك حاجة لبناء توافق عربي واضح حول الاتجاهات الاستراتيجية للعمل، وحدوده، وشروطه. فهل يستطيع النظام العربي قبول حرب طويلة ضد "داعش"؟، وهل يستطيع العراق وحده مواجهة ذلك التنظيم بقوات برية؟، وهل هناك اتفاق علي ضرب "داعش" في سوريا؟، وما هو الهدف المتفق عليه تجاه نظام دمشق؟، وهل تقبل الدول العربية ما تطالب به تركيا من فرض منطقة آمنة أو عازلة، ومنطقة حظر جوي في سوريا؟ وما هو دور الدول العربية والجامعة العربية في مرحلة ما بعد "داعش"؟، وما هي الدروس المستفادة المتعلقة بإصلاح النظام الإقليمي العربي، وتحديث مؤسساته، حتي تكون أكثر قدرة علي مواجهة تحديات منطقة تواجه خطر التشرذم والحروب الأهلية، مع تصاعد في حجم التدخل الخارجي؟ .. أسئلة كثيرة تستدعي البحث، والتحليل، وتحتاج إلي إجابات واضحة، وعمل جاد، وتتطلب نظرة شاملة لمشاكل الإقليم، ولغة جديدة في المعالجة، وآليات متوافقة مع العصر، وتعمل بسرعته.
الهوامش :
(1) أنشأ "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، عرفت باسم "تنظيم القاعدة في العراق"، والذي شارك في "مجلس شوري المجاهدين" المناوئ للوجود الأمريكي في العراق.
(2) الأرجح أن يكون ذلك قد انعكس علي تحفظ تركيا علي الانضمام للجهود الدولية لمواجهة "داعش" بسبب رغبتها في التوصل لاتفاق للإفراج عن مواطنيها.
(3) استمرت الطائرات السورية بعد ذلك في تكثيف غاراتها علي "داعش" في سوريا.
(4) يلاحظ دقة التصريحات الأمريكية التي استندت إلي مفاهيم أساسية في القانون الدولي الإنساني، ومبدأ "مسئولية الحماية". فقد صرح الرئيس أوباما يوم 8 يوليو:
“We can act carefully and responsibly to prevent a potential act of genocide".
وفي اليوم التالي (8 أغسطس)، صرح وزير الخارجية الأمريكي كيري:
“The Islamic State's campaign of terror shows all the warning signs of genocide".
(5) الواقع أن بيان الفاتيكان تجاوز إلي حد استخدام عبارة قاسية:
“Otherwise, what credibility will religions, their followers and their leaders, have"
(6) في نهاية أغسطس 2014، قامت وزيرة خارجية ألمانيا بزيارة أربيل، حيث أعلنت تزويد الأكراد بأسلحة ألمانية بقيمة 70 مليون يورو، بالإضافة لعدد من المستشارين العسكريين. وأضافت أن ألمانيا سوف تستمر في تزويد الأكراد بالسلاح حتي بعد القضاء علي "داعش".
(7) Sebastian Payne, "What the 60 plus members of the anti-Islamic State coalition are doing", The Washington Post, 2014/9/25
(8) يلاحظ اعتراض العراق علي استبعاد إيران من المؤتمر، وإن كان الزعيم الإيراني، آية الله علي خامئني، قد صرح برفضه لمبادرات أمريكية دعت بلاده للانضمام للتحالف، حيث ذكر أن الأمريكيين لديهم "نوايا شريرة وأيد قذرة". وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده لن تقوم بالتنسيق العسكري مع إيران.
(9) تصريح لـ "بي بي سي"، 1 أكتوبر 2014، يلاحظ أن طائرات الدول العربية المشاركة في الحملة ضد "داعش" (السعودية، والإمارات، والأردن، والبحرين، وقطر) توجه ضرباتها داخل سوريا فقط، بينما تقوم الطائرات الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية بضرب الأهداف الواقعة داخل العراق.
(10) يلاحظ مشاركة مصر في الاجتماعات العسكرية التي دعت لها واشنطن.
(11) حديث مع قناة "الميادين"، 30 نوفمبر 2014.
(12) أعلن "البنتاجون" ذلك ونفته إيران، 3 ديسمبر 2014، The Guardian.