** شارون تييتزي
انتهزت الولايات المتحدة واليابان وأستراليا فرصة انعقاد قمة العشرين في مدينة بريسبان الأسترالية (15 - 16 نوفمبر/ تشرين الثاني) لعقد اجتماع لقادة الدول الثلاث الذين تعهدوا بتعزيز التعاون العسكري . وبينما كان الحلفاء الثلاثة يستمتعون بأجواء ودية، كان هناك بلدان، الصين وروسيا، يواجهان مواقف عدائية، حيث تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحليفاه عما اعتبروه عدوانية الصين في نزاعاتها الإقليمية مع جيرانها وعدوانية روسيا في أوكرانيا .
ويبدو أن الصين وروسيا توقعتا ألا تكون أجواء قمة العشرين ودية إزاءهما، وهذا ربما يفسر زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى بكين في الوقت ذاته . والرسالة كانت واضحة: الصين وروسيا تواجهان جفاء من قبل القوى الغربية، ولكن العلاقات بينهما ودية . وفي الواقع، الصين وروسيا توثقان علاقاتهما أكثر فأكثر، خصوصاً مع تزايد الانتقادات الغربية لكلتيهما، وفرض عقوبات غربية على روسيا في إطار أزمة أوكرانيا، غير أن هذا الاتجاه كان قد بدأ منذ ،2012 حين اختار شويغو الصين لتكون وجهة أول رحلة إلى الخارج يقوم بها بعد توليه منصبه.
وتزامنت زيارة شويغو الأخيرة إلى بكين مع جولة خارجية للرئيس الصيني شي جينبينغ، فأجرى المحادثات مع رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ الذي أعاد تأكيد التزام الصين بالعمل مع روسيا "من أجل ترسيخ الثقة المتبادلة، وتعزيز التعاون بين البلدين، وتكثيف مشاوراتهما حول الشؤون الدولية والإقليمية الكبرى"، حسبما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة .
وكان مسؤولون عسكريون كبار روس وصينيون قد اجتمعوا في موسكو أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني في إطار الدورة 17 ل"المشاورات الاستراتيجية" بين البلدين، وأعلنوا عن توصلهم إلى اتفاقيات بشأن "مشروعات تعاون عسكري مهمة" خلال العام 2015 بمناسبة الاحتفال بالذكرى 70 لنهاية الحرب العالمية الثانية .
والتقى شويغو أيضاً نظيره الصيني شانغ وان كوان، الذي أشاد ب"التعاون العملي" بين جيشي البلدين، بما في ذلك "تبادل زيارات مسؤولين على مستويات عليا، وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة" . ودعا الوزير الصيني إلى القيام بجهود مشتركة لرفع العلاقات العسكرية بين البلدين إلى مستويات أعلى .
وكرر الوزيران رغبة بلديهما في تعزيز علاقتهما، بما في ذلك علاقتهما العسكرية، من أجل المساهمة في الحفاظ على "الاستقرار والسلام الإقليميين" . بكلمات أخرى، الصين وروسيا تتبنيان الهدف المعلن ذاته الذي أعلنته الولايات المتحدة وحلفاؤها، وهو منطقة آسيا هادي مستقرة وسلمية، ولكن لديهما وجهات نظر مختلفة تماماً حول كيفية تحقيق هذا الهدف .
وجاء هذا الالتزام بتدعيم الروابط العسكرية بين الصين وروسيا في أعقاب اجتماع ودي آخر بين الرئيس شي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والهادي (آبيك) في بكين أيام 8 - 10 نوفمبر/ تشرين الثاني، ووصف الرئيسان الصداقة بين بلديهما بأنها "متينة ودائمة" .
وفي هذه الأجواء، أعلن الوزير شويغو في 22 نوفمبر/تشرين الثاني أن روسيا والصين ستجريان تدريبين بحريين خلال العام ،2015 أحدهما في البحر المتوسط، والآخر في المحيط الهادي . وإضافة إلى ذلك، أعلن شويغو أن روسيا والصين تتطلعان لبناء نظام أمن جماعي إقليمي في منطقة آسيا الهادي .
وقال شويغو أيضاً إن روسيا والصين تشعران بقلق متزايد إزاء "سعي الولايات المتحدة لتوسيع وجودها في منطقة آسيا الهادي" .
** رئيسة التحرير المشاركة لموقع "ذا دبلومات"
-------------------------------
* نقلا عن دار الخليج، الإثنين، 1/12/2014.
رابط دائم: