تؤكد هذه الورقة أن الظهور المكثف لدور إسرائيل في الأحداث السلبية، التي يعدَّها البعض مدبرة، أو محض مؤامرة تستهدف المصالح العربية والإسلامية، ظاهرة معقدة تتجاوز الواقع المادي، وسياقه الحديث لترتبط أكثر بجملة من العناصر التراثية والثقافية الغائرة في عمق التكوين العقلي للمنطقة العربية والإسلامية.
وعلى ذلك، لا يمكن فصل ما تردد عن دور إسرائيلي "متوهم" في صنع "ثورات الربيع العربي"، ومضاداتها أيضا، عما يمكن تسميته بـ "متصل المكان-الزمان" الذي احتوى وأنتج العقلية التي باتت مستلبة "للتفكير عبر المؤامرة". هذا النمط من التفكير الذي يتمحور حول إنكار وقوع الهزائم والإخفاقات لأسباب ذاتية، ويحيلها إلى مسببات غيبية وأسطورية حينا، أو إلى قوى شريرة (دول بعينها، أجهزة استخبارات، جماعات إرهابية) حينا آخر، يمكن فهمه عبر نقطتين أساسيتين، أولاهما تتعلق بسياقات دخول إسرائيل في خطاب المؤامرة في المنطقة العربية، سواء لدى النخب أو الشارع. أما النقطة الأخيرة، فتتعلق بآليات وضع إسرائيل في خطاب المؤامرة، خاصة في مرحلة ما بعد الثورات.
رابط دائم: