أدوار متقاطعة: | تأثير العوامل الخارجية في مسار الأزمة السورية 12-4-2012 علاء سالم * باحث وصحفي بالأهرام. عادت مشاهد اللعبة الكبري داخل الشرق الأوسط إلى سابق عهدها، مع شيوع ثورات الربيع العربي التي أحدثت حراكا غير مسبوق داخل منطقة ظلت بمنأي عن التطورات الثقافية والسياسية التي شهدتها مناطق إقليمية أخري. فالمنطقة العربية التي ظلت تفاعلاتها، بشقيها التعاوني والصراعي، مسكونة بتوازن استراتيجي جامد، فشلت الولايات المتحدة في تغييره، رغم المجهود السياسي - الاقتصادي، وما وفرته لحلفائها الإقليميين من مزايا استراتيجية لتغيير هذا التوازن، وبالتزامن مع الضغوط الهائلة التي مورست تجاه مناوئيها، كإيران وسوريا، وحلفائهما من فاعلين غير رسميين كحزب الله وحماس. إلا أن هذا التوازن اهتزت دعائمه بفعل متغير مفاجئ لم يكن بالحسابات الإقليمية والدولية، بفعل ثورتي تونس ومصر، والإلهام الذي قدمتاه لبقية شعوب المنطقة بإمكانية التغيير السياسي بتكلفة مجتمعية بدت مقبولة. فهذا التغيير حمل في طياته تغييرا هيكليا - موازيا في قواعد اللعبة السياسية بالمنطقة، بات من الصعب معه استمرار الأنماط القديمة للحفاظ علي النفوذ والتحالفات التي سادت المنطقة طوال العقود الثلاثة الماضية، في توقيت تكتنف فيه عملية بناء تحالفات جديدة إشكاليات أكبر بسبب السيولة التي تمر بها مجتمعات المنطقة التي يعاد بناء قيمها الثقافية - السياسية من جديد. رابط دائم: