هل لاحت بوادر الحرب العالمية الثالثة؟!
25-3-2025

د. أحمد عرفان
* استشارى تكنولوجيا المعلومات

ماذا يجرى فى العالم من حولنا وما هذه التحولات أو بداية التحولات الكبرى التى فى الطريق!

- فرنسا تقرر توزيع ما يطلق عليه "دليل البقاء على قيد الحياة" على جميع الأسر الفرنسية لتجهيزهم للتعامل مع التهديدات الكبرى!

وحسب كلمات المتحدث الرسمى باسم رئيس الوزراء فرانسوا بايرو: "تطوير قدرتهم على الصمود فى مواجهة مختلف الأزمات بما فيها الهجمات الإرهابية والنزاعات المسلحة والهجمات السيبرانية".

- ترامب يوقع مرسوما بإلغاء وزارة التعليم الأمريكية حيث وصف الرئيس الأمريكى سابقا وزارة التعليم بأنها جهاز بيروقراطى مُهدر للموارد ومُشبع بأيديولوجيات ليبرالية، ومع ذلك فإن إلغاء الوزارة تماما يحتاج موافقة الكونجرس الذى أقر إنشاء الوزارة عام ١٩٧٩.

- تركيا تشتعل بالمظاهرات والبورصة تنهار والليرة التركية تتدهور بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول ورئيس المعارضة والمرشح والمنافس الفعلى الوحيد لأردوغان فى الانتخابات!

تلا ذلك حل مجلس نقابة المحامين فى اسطنبول بتهمة "الدعاية الإرهابية"، حيث تم إقالة نقيب محاميى اسطنبول وأعضاء مجلس النقابة بتهمة "الدعاية الإرهابية ونشر معلومات خاطئة".

- رئيس الوزراء الإسرائيلى يهنيء الإيرانيين بعيد النوروز متمنيا لهم عاما جديدا مفعما بالأمل مليئًا بالحرية!

نتنياهو يتمنى الحرية للشعب الإيرانى بينما جيش الاحتلال يدك غزة فوق رءوس أهلها بعد خرق الهدنة!

- بعد شهرين فقط من تولى دونالد ترامب، أمريكا أصبحت وكأنها تبحث فى ظل ولاية ترامب عن كيفية تثبيت أقدامها بعدما شعرت بفقدان اتزانها وتسرب الهيمنة والسيطرة من بين أناملها لصالح الصين وروسيا على مدار السنوات القليلة الماضية.

- أخيرا أدركت أوكرانيا المؤامرة التى أحيكت لها منذ توقيعها على اتفاقية التخلى عن ترسانتها النووية التى ورثتها عن الاتحاد السوفيتى لصالح الولايات المتحدة والغرب مقابل الوعد بدخولها الاتحاد الأوروبى!

حيث كانت تمثل أوكرانيا قبل التوقيع، ثالث أكبر قوة نووية بعد الولايات المتحدة، وروسيا، وحيث قامت بعد التوقيع عام ١٩٩٤ على ما سمى وقتها بمذكرة بودابست، بالتخلص من جميع أسلحتها النووية ليصل بها الحال حاليا لإجبارها على التخلى عن جزء كبير من أراضيها فى مقابل السلام مع روسيا، والتوقيع على اتفاقية المعادن لحساب أمريكا سدادا لمبلغ ٣٦٠ مليار دولار يطالب ترامب بدفعها ثمنا للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا والتى ذهب منها ما يقرب من ٢٦٠ مليار دولار لحساب شركات صناعة السلاح الأمريكية!

فأمريكا تمول شركات صناعة السلاح وتدعم اقتصادها على حساب أوكرانيا الخاضعة تماما والتى لا تمتلك حتى مجرد حق الرد أو الاعتراض!

مع مثل هذه التداعيات وغيرها التى نراها عيانا بيانا كجزء مما يجرى ويدور حولنا هل يمكننا القول إن الحرب العالمية الثالثة قد هلت بشائرها وبدأت تدق طبولها!

نستطيع القول إننا بالفعل فى حرب قد بدت بوادرها وأصبح من المألوف الحديث عنها جهرةً بل وأصبحت الدول تجهز شعوبها لتطوير قدراتهم على الصمود فى مواجهة مختلف الأزمات والمقصود هنا الحرب العالمية الثالثة وهو ما نتحدث عنه، لا تتوقع أن تكون الحرب حربا عسكرية تتحرك فيها قوات تتواجه قتاليا بالأسلحة التقليدية من دبابات ومدافع، بل هى حرب تكسير عظام أدواتها السوشيال ميديا والتكنولوجيا، والعقوبات الاقتصادية، وتحطيم الجيوش بغير الوسائل التقليدية، ونشر الشائعات لهدم الدول وتقسيمها، والسيطرة على الموارد، ومحاولات السيطرة على القوى أو الدول ذات الأهمية وتحييدها سواء برضاها أو قهرها.

يجب أن ندرك أننا جميعا عبارة عن أدوات محتملة فى هذه الحرب القائمة لذا وجب التسلح بإيمانك بنفسك وبلدك وجيشك والحفاظ على ثرواتك وفهمك وإدراكك. فالحرب قادمة شئت أم أبيت والنتيجة إما أن تكون فائزا أو خاسرا فى هذه الحرب الضروس والخيار لك على أى جانب تكون!

 


رابط دائم: