رصد هذا التحليل ثلاثة سيناريوهات لمستقبل مصر الثورة . الأول هو سيناريو الأمل أي دولة المواطنة التي تقوم على تحقيق أهداف الثورة في تطوير مجمل القيم الحاكمة لعلاقات الأفراد ، والقوى السياسية ، التي تحمل معنى الرشادة والوعي الكامل في التصرف من كافة الفاعلين الذين يسيطرون على الساحة السياسية ويفترض هذا السيناريو أن تتحول الشرعية من الميادين إلي مؤسسات تم اختيارها بالإرادة الشعبية الحرة وهي مؤسسات لاينتهي دور المواطن فيها عند حدود اختيار ممثليه بقدر ما يقوم على التعاون بين المجتمع بتنظيماته والمؤسسات التمثيلية .
والسيناريو الثاني الذي رصدته الدراسة هو سيناريو الدولة الدينية وهي الدولة الكهنوتية أو الثيوقراطية التي ينقسم المجتمع فيها إلى فئتين متمايزتين ، فئة حاكمة وأخرى محكومة تستمد الحاكمة سلطتها من أساس إلهي مما يجعل إرادتها تسمو على إرادة المحكومين وترى الدراسة بعد صعود التيار السلفي زيادة احتمالية هذا السيناريو وقيام دولة دينية تأخذ بنمط يمكن وصفه ب "الإيراني – الوهابي" يأخذ من النموذج الإيراني الشيعي سمة وجود مرجعية عليا يمكن أن تمثلها جماعة الإخوان المسلمين وهيكلها التنظيمي وعلى قمته المرشد ، ويأخذ من النموذج الوهابي السني فكرة تطبيق الحدود في الإسلام وتؤكد الدراسة بأنه على الرغم من ما رجحته نتائج الانتخابات من هذا الاحتمال إلا أن هذا السيناريو بعيدا عن الواقع في الأمد المنظور ، حيث سيظهر الإخوان مرونة سياسية كبيرة تفضي إلى تعامل واقعي مع معطيات الساحة السياسية والدولية ، خاصة مع تراجع الأوضاع الاقتصادية ، والحرص على كسب الشارع السياسي من خلال الاستجابة لمتطلباته اليومية .
والسيناريو الثالث الذي رصدته الدراسة هو سيناريو استدامة الحالة الانتقالية لتكون دائمة أو شبه دائمة مع استمرار حالة السباق نحو الشارع بالتظاهرات المليونية حيث يكون الاحتكام للشارع لا للشرعية المؤسسية .
رابط دائم: