ما بعد القوة الناعمة:| السياسة القطرية تجاه دول الثورات العربية 10-1-2012 د. مروة فكري * مدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. تحلم قطر بدور لها في المنطقة لا يتناسب بالضرورة مع إمكاناتها كدولة، ومن هنا جاء الربيع العربي بمثابة فرصة ذهبية أمامها لبلورة وصقل هذا الدور مستفيدة في ذلك من غياب دور القوى التقليدية في المنطقة المنشغلة بأوضاعها الداخلية أو تخشى زعزعة النظام الإقليمي الهش. وقد تمكنت الدوحة نتيجة لصغر حجمها وهيكل اتخاذ القرار من التعامل بسرعة وجرأة مع الأحداث المتلاحقة، وهو ما منحها ميزة نسبية وفرصة لتخطي القوى الكبرى. لكن ما توافر لقطر في حالة ليبيا من عوامل هيأت لها لعب دور مهم ومحوري، قد لا يتوافر لها في حالات أخرى مثل سوريا واليمن، وبالتالي فإن أي تحرك قد تحاول قطر القيام به سيكون على الأرجح من خلال إطار مؤسسي جماعي، هو الجامعة العربية. فقطر لا تزال –وستظل- دولة صغيرة وسط اقليم هش. وهي لا تملك الرصيد الكافي أو القوة اللازمة لتتدخل منفردة في أي صراع. وبالتالي الأرجح أن تلعب قطر دورا دافعا وربما قياديا، داخل مؤسسات العمل الجماعي، بالتوازي مع توظيف القوة الناعمة. رابط دائم: