القاذفة (الجديدة ) بى-21:
- كشفت الولايات المتحدة عن قاذفتها الاستراتيجية الشبح الجديدة "بى-21 رايدر" (B-21 Raider)، التى يمكن تشغيلها دون طاقم؛ لتنفيذ ضربات نووية بعيدة المدى فضلا عن استخدام أسلحة تقليدية، وتخطط وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للحصول على ما لا يقل عن 100 نسخة من هذه الطائرة الجديدة العالية التقنية التى صممها تكتل الصناعات "نورثروب غرومان"، ومن المخطط طيران الطائرة للمرة الأولى عام 2023.
ثالثا - الإجراءات الفنية الرادارية لكشف الطائرات الخفية:
- لا شك فى أن طائرات التخفى تشكل خطرا على أى قوة تواجه هذا النوع من الأهداف، لكن فى الوقت نفسه لا تعد وسيلة لا تقهر – الأمر بكل بساطة هو الخروج عن المفهوم التقليدى لعمليات الاعتراض والدفاع ضد الأهداف الجوية ما يزيد الأمر صعوبة خصوصا مع الوسائل التقليدية فى الرصد والتتبع والاعتراض .
- أى قدرات تقنية جديدة دائما توجد ضدها وسائل من الممكن أن تتصدى لها، وفى هذا المجال توجد بعض الوسائل التقنية والتكتيكية قد تساعد على الحماية من شبحيتها، لكن لا جدال فى أن الأمر صعب بالمقارنة مع المنهج الثابت فى عمليات الدفاع والاعتراض، وأن هذه الأهداف الخفية لا يمكن اعتراضها بمنهج ثابت، ولا يمكن التقليل من شأن هذه التكنولوجيا بأى شكل لأنها تعد ملامح الجيل القادم لمقاتلات المستقبل .
- مشكلة طائرات التخفى تكمن فى صعوبة الكشف بأى وسيلة رصد، بالتحديد الرصد الرادارى، ومن خلال قدرتها على التخفى تستطيع التسلل لأى عمق وتتجنب أى شكل من الرصد الرادارى المبكر "على الأقل"، لذلك المشكلة بشكل مباشر تكمن فى وسائل الرصد والإنذار المستخدمة .
- حاليا توجد بعض التطبيقات العملية التى من الممكن أن يكون لها دور فى التصدى لشبحية مقاتلات الجيل الجديد، وهى كالآتى(13):
• رادارات التردد المنخفض.
• رادارات متعددة الهوائيات.
• الرصد السلبى.
• الرصد الحرارى.
- من الصعب تأكيد فعالية أى نوعية من بطاريات الصواريخ لاعتراض طائرات شبحية بشكل مباشر، وعلى الرغم من أن عملية تدميرها التى تعتمد على بطاريات الصواريخ تواجه مشكلة فى تتبع وتوجيه الصواريخ للهدف، لكن من الممكن "بشكل نظرى" الاعتماد على هندسه توزيع الرادارات على أساس افتراض المسارات المحتملة لطائرات الخفية، بحيث من الممكن توظيف رادارات التحكم فى الإطلاق فى مواقع تتيح إمكانية الرصد الرادارى من زوايا بخلاف الـزواية الأمامية (Head-on ) للطائرات الخفية.
- توظيف طائرات الإنذار المبكر "أواكس" تزيد احتمالية رصد أهداف ذات بصمة رادارية منخفضة لأنها طائرات تعمل فى نطاق رادارى متوسط أو منخفض "حسب نوعية الرادار"، ومع أنها
منصة رادارية متحركة فمن الممكن أن يكون لها دور فى الرصد من زوايا مختلفة بخلاف
الــ ( Head-on )، لكن المشكلة مع طائرات الأواكس أنها لا تلتزم بوجودها بشكل دائم فى عمليات الاستطلاع الرادارى، إلى جانب سهولة رصد نشاطها الإلكترونى من استطلاع العدو ما يجعلها عرضة للاستهداف أو التشويش.
رابعا- طائرات الدرون (المسيرة):
- عندما تحلق المروحية المسيّرة فى الجو تواجه الرادارات الكلاسيكية التى تعجز عن اكتشافها، وحتى إذا أخذنا فى الحسبان سطحها العاكس الصغير فإن اكتشافها يعد مهمة مستحيلة تقريبا.
- فلو افترضنا أن جاسوسا ما، توغل سرًّا، ولديه مروحية صغيرة مسيّرة مزودة بأجهزة تجسس، فيمكن أن يطلقها ليلا إلى ارتفاع عال؛ حيث يجمع معلومات عن منشأة سرية ولا يرسلها إلى مركز قيادة
(لتجنب الكشف الرادارى السلبى)، وتعود إلى صاحبها ليستفيد الأخير من معلومات قد حصل عليها، حيث يستحيل اليوم القبض على مثل هذا الجاسوس عمليا.
- طور فريق من المختصين الروس اختراع تكنولوجيا (رادار) تسمح بالاكتشاف الفورى
لـ" المسيّرة"، اعتمادا على" الهوائى النشط ثلاثى الإحداثيات ومتعدد الأشعة"، يسمح بتطوير المواصفات التقنية للرادارات لكشف الأهداف الصغيرة الحجم.
ختاما:
- تلك إحدى سمات التطور التكنولوجى "المرعب" فى القرن الحادى والعشرين، ليس فقط فى مجال التسليح ولكنها فى عموم نواحى الحياة، وهى غالية الثمن، وفى معظم الأوقات غير قابلة للبيع والشراء، ولا عزاء لمن فاته قطار التطور، والأخذ بجدية بالبحث العلمى، وإفراد الكثير من الميزانية للبحث العلمى، واحترام وتقدير وتمويل العلماء فى شتى المجالات، وهذا هو المستقبل بشكل حصرى، وسوف تتسع الفجوة بين الدول بتسارع هندسى وليس متواليا.
- إن التطور فى صناعة الطائرات الخفية يمثل أحد أوجه التطور التكنولوجى، ويمكن القياس على ذلك للتعرف إلى مدى التقدم والتخلف العلمى بين الدول، وعلى الرغم من انتباه بعض الدول العربية إلى زيادة مخصصات البحث العلمى، فإنها لا تقارن بالدول المتقدمة إطلاقا، فضلا عن أنها غير كافية لسد الفجوات التكنولوجية القائمة بالفعل.
- دستور 2014 يفوّض الدولة بتخصيص 1% من الناتج المحلى الإجمالى لأغراض البحث والتطوير، وينص على أن تضمن الدولة حرية البحث العلمى وتشجع مؤسساته كوسيلة نحو تحقيق السيادة الوطنية، وبناء اقتصاد المعرفة الذى يدعم الباحثين والمخترعين، فلم يعد امتلاك التكنولوجيا المتقدمة رفاهية، بل ضرورة حتمية لتصنيع وامتلاك الضرورى من الأسلحة والمعدات والدواء فى ظل عالم قائم على المصالح وامتلاك القوة.
الهوامش:
[1] ماكس بلانك: هو عالم ألمانى، وضع أسسا طبيعية حدد فيها أقصر فترة زمنية، وأقصر مسافة يمكن أن تقاس.
[2] التداخل ظاهرة فيزيائية تحدث بين الموجات فيحدث بين هذه الموجات تداخل نتيجة صدورهما من مصدر واحد أو تقاربهما فى قيمة التردد، ويكون هذا التداخل إما تداخلا هداما أى أن الإشارة الأولى تدمر الأخرى وتوهنها، ويكون ذلك حين تكون إزاحة الطور 180 درجة، فحينها تكون الموجة المشكلة صفرية، ويمكن أن يكون تداخلا بناء، أى أن تعزز الواحدة الأخرى ويشكلان موجة ثالثة مضاعفة المطال ويكون ذلك عندما يكون للموجتين نفس طور الموجة.
[3] فى أثناء حرب أكتوبر 1973 , قامت بتصوير وكشف أوضاع الجيشين الثاتى والثالث، ما تسبب فى الثغرة.
[4] هو المدى الذى يستطيع الرادار الأرضى التمييز بين إشارة التشويش الإلكترونى، والإشارة الحقيقية المنعكسة من الطائرة.
[5] الشبكة العنكبوتية: التخفى – تكنولوجيا الجيل القادم Stealth - Technology of Next Generation · Drag.
[6]هو فيزيائى ألمانى أثبت بتجاربه وجود الأمواج الراديوية، وبين أن خصائصها شبيهة بخصائص الأمواج الضوئية. وقد كان لتجاربه فضل كبير فى اختراع التلغراف اللاسلكى.
[7] رجل أعمال ألمانى ومخترع الرادار, كان مهتما بالفيزياء وخاصة بأبحاث هاينريش رودولف هرتز حول الموجات الكهرومغناطيسية؛ حيث أكد أنه من الممكن تحديد الأجسام المعدنية عن طريق إرسال موجات كهرومغناطيسية، التى تنعكس عن تلك الأجسام ثم تعود إلى جهاز الاستقبال.
[8]هناك عدة أساليب لتعديل الموجات مثل: ( (Frequency Modulation: FM) , (Amplitude Modulation: AM) , اللذين يستخدمان فى الإرسال الإذاعى.
9][ الشبكة العنكبوتية : /مادة_ماصة_للرادارhttps://ar.wikipedia.org/wiki.
[10] سخام الكربون: هو خليط من الكربون والمواد العضوية الأخرى التى تنتج هيدروكربونات ثقيلة من الاحتراق غير الكامل.
[11] الشبكة العنكبوتية : الحارق اللاحق (بالإنجليزية: Afterburner) فى المحركات النفاثة للمقاتلات وحدة إضافية لتعزيز دفع الطائرة ويستعمل فى الطائرات التى تتجاوز سرعة الصوت لكن فى الطلعات القصيرة حصرا، لأن الحارق اللاحق يستهلك كمية عالية من الوقودوكذلك لقلة فعاليته، بدأت الحاجة إلى الحارقات اللاحقة تقل مع بزوغ الجيل الخامس من المقاتلات لقدرتها على تحقيق سرعات فوق صوتية دون الاستعانة بها.
[12] الشبكة العنكبوتية : سوخوي_سو-57https://ar.wikipedia.org/wiki.
[13]الشبكة العنكبوتية : http://group73historians.com