ظهرت في الفترة الأخيرة قوة تأثير القوة الناعمة اليابانية في علاقاتها الدولية، ويحتمل أن يتصاعد هذا الدور لتلك الأداة في الفترة المقبلة، نتيجة عدة عوامل مساعدة، وداعمة، منها أن اليابان لديها خامس أكبر شبكة دبلوماسية في العالم، تدعمها الكثير من مراكز الترويج الثقافي. كما يدل الدور الذي تلعبه تلك الدولة، كجهة مانحة رئيسية للمعونة الخارجية، وموقعها بحسبانها ثاني أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة، علي تحسن كبير في الثقة لنهج اليابان تجاه الشئون العالمية. كما أن اليابان تعد من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم، حيث زارها أكثر من 28 مليون سائح في عام 2017، بالإضافة إلي أن الأحداث الرئيسية القادمة، مثل اجتماع مجموعة العشرين، وكأس العالم للرجبي في عام 2019، ودورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو لعام 2020، ستكون فرصا أساسية لليابان لمزيد من التفاعل مع الجمهور العالمي.
تنبع أهمية الدراسة من عدة نقاط، أولاها أن اليابان هي الدولة الوحيدة التي رفعت ترتيبها في تصنيف بورتلاند للقوة الناعمة كل عام علي التوالي من عام 2015 إلي عام 2018، بينما تأرجحت تصنيفات الدول الكبري، ولم تحتفظ دولة بصعودها المستمر المتتالي، مثل اليابان. أيضا، اليابان هي الدولة الآسيوية الوحيدة التي تتفوق علي المراكز الخمسة الأولي بتصاعدها، بالإضافة إلي المراكز العشرة الأولي التي لم تصل إليها دولة آسيوية في 2018، حيث تعد اليابان نموذجا لتطور مقومات القوة الناعمة لدولة آسيوية تسير بخطي ثابتة لتنافس الدول الكبري، التي كثيرا ما احتلت المراكز الخمسة المتقدمة لتصنيف القوة الناعمة، بالإضافة إلي أنها حققت هذا الأمر علي الرغم من الحاجة إلي التغلب علي حاجز لغوي مهم وموثق جيدا مع بقية العالم.
رابط دائم: