لا تخفى المؤامرة ولا مخططات نشر الفوضى فى منطقتنا، نراها بوضوح ونرصد جيدا من يمولها،ويدعمها،ويخطط لها،ويقود عمليات تنفيذها على الأرض، الوطن العربى مكتوب عليه أن يعيش دائما فى مواجهة هذا النوع من المخططات.فموقعه وثرواته تجعله مطمعا على الدوام، وتدهور أحواله،وتزايد مساحات الخلاف والفرقة تزيدمنالمطامع وتغرى المتآمرين بالمزيد من العمل لتحقيق ما يريدون، وتفتح الباب لتنظيمات الفوضى والإرهاب لتسكن أراضيهوتعبث فى دوله، وخروج بعض أعضائه عن السياق،وشرودهم عن الإجماع العربى،وعملهم لمصلحةتنفيذ أجندات خارجية.. كل ذلكوفر الأرضية المطلوبة لرعاية تلك التنظيمات التخريبية، وإيواء أعضائها،والترويج لأفكارهم ومخططاتهم.
مصر منذ سنوات تحذر وتشدد على اليقظة والوعى بما يحيط بنا من مخاطر.القاهرة كانت بمواقفها وإدراكها وجاهزيتها سببا فى كشف الكثير من المخططات التى تستهدف المنطقة وإفسادها على مدى السنوات الماضية.والأهم،أنها تعرف الكثير مما يدبر للمنطقة فى الخفاء، ترصده وتتابعه حماية لأمنها القومى وأمن المنطقة العربية بالكامل، فأحد الثوابت المصرية التى لا تفرط فيها أن الأمن القومى العربى جزء لا يتجزأ من أمننا القومى، وما يمس سلامة الأراضى والشعوب العربية يمس مصر وشعبها، ولذلك لا تكتفى مصر بالتحرك الفردى، بل إنها رغم قدرتها على إنجاز المهمة وحماية نفسها من جميعالمخططات، تظل تراهن على العمل العربى الجماعى، وتؤكد على أن المواجهة الجماعية ضرورة، وتوحيد المواقف أصبح فرض عين عربى، فى ظل ظروف عصيبة تمر بها المنطقة ودولها دون استثناء.
يكفى ما فقدناه من عواصم عربية تتطلب الكثير من الجهد والتضحيات كى تعود مرة أخرى.الخطر يهدد الجميع والثمن ستدفعه كل دول المنطقة وشعوبها، لن يفلت أحد،إن تمكنت الفوضى وعششت غربانها فى أراضينا.مصر قدمت النموذج فى التصدى الواعى، ودمرت مخططاضخماكان مرسوما بحنكة للمنطقة وجاهز للتنفيذ.
ضرب الشعب المصرى المخطط فى مقتل وبعثر أوراقه وأربك حسابات من كانوا يجهزون أنفسهم لإدارته وتبوؤالقيادة فى المنطقة لإغراقها.مصر تخلصتمن المخطط بمعجزة كتبها شعبها وقيادتها بذكاء وإصرار، ومعها أنقذت جميعدول المنطقة، لكن المخطط لم يتراجع ولم ينحوه جانبامدبروه،بل يصرون عليه،وإن تغيرت أساليبهم.المؤكد أن موجات المخطط أسوأ وأشد خطرا وانتشارا وفتكا من موجات فيروس كورونا اللعين، لا تأمن تحورها،ولا تعرف من أى اتجاه ستأتى، فقد أصبح توحيد الجهود والعمل الجماعى ضرورة تفرضها المواجهة التى كتبت علينا ولا مفر منها، بل كما قال الرئيس السيسى، فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاستخبارى العربى، نحتاج أن يكون العمل الجماعى فى إطار أخوى، ننحى الخلافات والاختلافات لندافع عن مصائر بلادنا ومنطقتنا، نتبادل الخبرات ونتقاسم الأدوار ونتساند ونصطف فى خندق واحد عن إيمان بأهمية الوحدة وإدراك لضخامة الخطر. معلوم أن التنظيمات الساعية لنشر الفوضى لا تهدأ ولا تتراجع،بل تزيد من وتيرتها للإسراع بتنفيذ المخططات التى تستهدف استقرارنا وتهدد مستقبلنا وتفرض علينا مصيراصعبا، تنظيمات مدعومة بكل السبل، تمويلا وتدريبا وتخطيطا وإيواء، وراؤها قوى خارجية وإقليمية ترفض التوقف عن نواياها ورؤيتها للمنطقة، وتدفع فى سبيل ذلك ما لا يتصوره أحد، إنفاق من لا يخشى الفقر، جلبا للمرتزقة وتهريبا للسلاح وتجنيدا للعملاء وصناعة لأدوات الكذب ونشر الشائعات والفتن وضرب استقرار الدول وهدمها داخليا.
المنتدى العربى الاستخبارى خطوة فى طريق المواجهة الجادة، التى دعت إليه مصر وتحركت بكل السبل،كى يتم تأسيسه ليكون نقطة انطلاق حقيقية لتوحيد للجهود العربية كى تكون المواجهة فاعلة والمكافحة والدفاع عن مصير الأمة حاسم، ليس فقط لحمايتها من الإرهاب والتطرف، بل وتحصينها ضد مختلفمخططات الفوضى والتدمير التى تتعدد وتتنوع.
المنتدى ليس مجرد مقر للاجتماعات والحوارات، وإنما منصة لتبادل الرؤى، نقل الخبرات، كيان يتيح الفرصة للمواجهة الجماعية القائمة على المعلوماتية والتخطيط والتنسيق العربى العربى فى كلالاتجاهات الإستخبارية والتحرك الناجز، فالتحديات متسارعة وتتطلب الجاهزية وسرعة التحرك وقوته، وأن تتوافر بشكل دائم.
المنتدى فرصة حقيقية نجحت مصر بدعم من الأشقاء فى خلقها لصياغة مواجهة عربية موحدة ضد كل ما يستهدفها، وما حدده الرئيس السيسى فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية يصلح دستورًا للمنتدى، وخطة عمل للفترة القادمة، نبنى عليها لنحمى منطقتنا ومقدراتنا ونحفظ استقرار بلادنا.
رابط دائم: