'عسكرة الانتفاضة':| الفشل الداخلي والتدخل الخارجي في الجماهيرية الليبية 2-8-2011 زياد عقل * باحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. مثلما تمتعت ليبيا بخصوصية شديدة في نظامها السياسي، وعلاقاتها الخارجية، وخطابها السياسي، منذ بدء حكم معمر القذافي في 1969، شهدت انتفاضة شعبها التي تحولت إلي معارك مسلحة حالة خاصة اختلفت كثيرا عن الثورة التونسية غربا والمصرية شرقا. ترجع أسباب اختلاف انتفاضة ليبيا (والتي لا ينطبق عليها مفهوم الثورة نظريا، مادام القذافي متشبثا بموقعه وظل النظام السياسي جامدا علي حاله) عن ثورتي مصر وتونس لعوامل تتعلق أولا بطبيعة النظام السياسي الليبي وتقسيمه الهيكلي والمؤسسي الذي تفتق عنه ذهن معمر القذافي عام 1975، عندما قام بنشر كتابه الأخضر واعتمده كمرجعية فكرية حكم من خلالها ليبيا. أما ثاني العوامل، فيتعلق بالانتشار الجغرافي للتظاهرات وأعداد المتظاهرين والأساليب التعبوية المستخدمة، هذا بالإضافة لنهج نظام معمر القذافي في التعامل مع الأحداث منذ بدايتها، والذي اختلف كثيرا عن نهج بن علي ومبارك، حيث استخدم عنفا مسلحا أجبر الثوار علي مواجهته بعسكرة انتفاضتهم. ثالث العوامل التي أضفت الكثير من الخصوصية علي الأزمة الليبية كان شكل الإصلاح المتوقع، في حال إسقاط نظام القذافي، والرؤي المطروحة لليبيا في مرحلة ما بعد الثورة. وهي مشكلة تتطرق لأبعاد متعددة كحجم وفاعلية القوي والكيانات السياسية الليبية الموجودة داخل البلاد وخارجها، وطبيعة النخب والكوادر الموجودة داخل المجتمع، بالإضافة للبعد القبلي غير الموجود في الحالتين التونسية والمصرية علي السواء، كما أن التدخل الدولي عبر مجلس الأمن فرض معادلات جديدة في الحالة الليبية. وحول هذه المحاور الثلاثة، يدور هذا التحليل في محاولة لتفهم الواقع السياسي الليبي، والتدقيق في مختلف جوانب الأزمة... (ملخص) رابط دائم: