تجاوز الأزمة بين 'عالم الغرب و عالم الإسلام' 2-8-2011 د. أحمد كمال أبو المجد * يثير البحث في علاقة العالم الإسلامي بالغرب عددا من القضايا المنهجية التي تحتاج إلي توضيح وحسم باعتبارها -حسب التعبير القانوني المتعارف عليه- 'قضايا أولية' لابد من حسمها قبل محاولة الفصل في الموضوع. وتدور هذه القضايا جميعها حول ضبط المصطلحات المستخدمة، الضبط الذي يحدد للباحث ولقرائه حدود 'الموضوع'، والذي يحول دون الوقوع في التعميم أو التبسيط، وهما آفتان منتشرتان تقعد بهما كثير من الدراسات عن تحقيق أهدافها، كما تحولان دون تحقيق فهم مشترك حول موضوع الدراسة. السؤال الأول الذي يفرض نفسه هو تحديد المقصود بالعالم الإسلامي في هذا الإطار، وما إذا كان موضوع الدراسة هو 'الإسلام' ذاته، علي نحو يشمل العقيدة والشريعة والبناء الأخلاقي الذي تتكون منه الثقافة الإسلامية، والذي تجري المقارنة أو المقابلة حينئذ بينه وبين أبنية دينية أو فلسفية قامت أو لا تزال قائمة في الغرب، أم أن الطرف الأول في هذه المقابلة هم 'المسلمون' كشعوب وأمم تدين بالإسلام، وتفهمه علي نحو معين، وهو فهم قد يختلف من مكان إلي مكان، ومن زمان إلي زمان. ومثل ذلك تماما ما يثور في تحديد المقصود بالغرب. إذ عادة ما يشير تعبير الغرب إلي أوروبا والولايات المتحدة، وقد تضاف إليها أمريكا اللاتينية. ولما كان الدين المسيحي هو الغالب علي سكان هذه المواقع الثلاثة، فإن المقابلة تكون حينئذ -في جانب كبير منها -مقارنة بين الإسلام وعناصره المختلفة، والمسيحية بعناصرها المقابلة. أما القضية المنهجية الأخري، فهي تتعلق بأن العلاقة التي نبحث عن طبيعتها واتجاهاتها ليست علاقة ثابتة ولا جامدة، إذ هي منذ نشأتها كانت استجابة لسياق تاريخي ربما لم يعد موجودا. وقد مر هذا السياق بأدوار وأحيانا بدورات لابد من الإحاطة بها عند السعي لتأريخها...(ملخص) رابط دائم: