الاتحاد الأوروبي والصراع العربي - الإسرائيلي .. فاعلية غائبة 2-8-2011 * تلعب أوروبا دورا نشيطا فيما يخص الصراع العربي - الإسرائيلي من قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948، فقد كانت المسرح الذي اكتسبت عليه الحركة الصهيونية زخمها عام 1897 . وبعد ذلك بعشرين عاما، حصلت هذه الحركة علي وعد من بريطانيا بقيام دولة لليهود في فلسطين، رغم أن بريطانيا لم تكن لها أي سلطة علي الأراضي الفلسطينية في ذلك الوقت. وقد لعبت 'الهولوكوست'، أو 'المحرقة اليهودية'، والتي كانت أيضا ظاهرة أوروبية، دورا أساسيا في تبرير قيام دولة إسرائيل. ولكن الدور الأوروبي تعرض لتغييرات جوهرية بمرور الزمن. وكان الملمحان الأساسيان لهذا التغيير: بلورة سياسة أوروبية موحدة تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي، والتحول في اتجاه التماهي الكامل مع السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. ونزعم هنا أنه إذا لم تجد أوروبا نفسها مضطرة لتغيير مسارها الحالي، فمن المنتظر أن تقطع سياستها تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي شوطا أكبر في اتجاه دعم الدعوة العنصرية الجديدة للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. يهدف هذا البحث إلي استعراض وتقييم وفهم دوافع السياسة الأوروبية تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي، مع محاولة استشراف الاتجاهات المستقبلية لهذه السياسة. وسوف نركز فيه علي السياسة التي تبناها الاتحاد الأوروبي ككل، وليس علي السياسات الفردية للدول الأوروبية، رغم أن الفصل بين الاثنتين قد لا يكون عمليا في كل الأحوال. يقسم هذا البحث تاريخ السياسة الأوروبية تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي إلي 'ثلاث موجات'. انطلقت 'الموجة الأولي' في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وفقدت زخمها بحلول نهايته. أما 'الموجة الثانية'، فقد انطلقت في التسعينيات من ذلك القرن، واستمرت حتي انهيار عملية السلام العربي - الإسرائيلي عام 2001 . أما 'الموجة الثالثة'، فقد بدأت عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وعمل من خلالها الاتحاد الأوروبي علي دعم السياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط. لم يكن لهذه الموجة من محصلة سوي تعطيل فرص حل الصراع، ومنح إسرائيل الوقت اللازم لاحتلال الأراضي المحتلة، ولاستغلال الصراع في خدمة المصالح الغربية في مواجهة إيران. وقد كان المقصود من الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية تحقيق هذه الأهداف، حيث لعبت السلطة دورا مهما في إضفاء حد أدني من الشرعية الشكلية علي سياسات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. بدأت في سبتمبر 2010 جولة جديدة من المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، غاب عنها الاتحاد الأوروبي. والاعتقاد السائد هو أن هذه المفاوضات لا يتوقع أن تسفر عن أي تغييرات جوهرية، حيث إن الحكومة الإسرائيلية مصممة علي إملاء تسوية تتفق مع شروطها هي. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلي المزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بل ويتوقع الكثيرون أن اندلاع حرب جديدة في المنطقة ليس أمرا مستبعدا، وذلك بهدف 'التخلص' ممن يعارضون ويتحدون الهيمنة الأمريكية علي الشرق الأوسط. في ظل هذه الظروف، ما هي فرص ت ش ك ل دور أوروبي جديد، يمثل 'الموجة الرابعة' من الجهود الأوروبية في الشرق الأوسط، والذي يمكن أن يلعب دورا في الحيلولة دون وقوع هذه التطورات الخطيرة? هل من المتوقع أن تلعب أوروبا دورا أكثر نشاطا من أجل التوصل إلي تسوية متوازنة، أم أنها سوف تستمر في مسارها الحالي؟ وما هي الظروف التي سوف تحدد اختيار أوروبا لسياساتها المستقبلية في المنطقة؟...(ملخص) رابط دائم: