الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط ..قضايا محورية 28-7-2011 د. أسامة الغزالي حرب * مستشار التحرير موضوع هذا الملف هو سياسة الاتحاد الأوروبي إزاء منطقة الشرق الأوسط، أو - بعبارة أخري - سياسة بلاد شمال المتوسط تجاه بلاد جنوب وشرق المتوسط وقضاياها الأساسية. ويعني هذا أكثر من حقيقة أولاها : إننا لا نتحدث في ذلك الملف عن العلاقات بين الطرفين، بما يشمل سياسة كل طرف إزاء الآخر، وإنما نتحدث بالتحديد عن سياسة طرف محدد (هو الطرف الأوروبي) إزاء الطرف الآخر العربي. ثانيتها : إننا لا نتحدث هنا عن السياسات القومية لبلاد في الطرف الأوروبي (أي السياسة الفرنسية أو الألمانية أو الإيطالية .. الخ) كل علي حدة، وإنما نحن نتحدث في الأغلب عن سياسة الاتحاد الأوروبي، أي ما يفترض أن يكون سياسة خارجية موحدة لأوروبا ككل، ومستقلة عن السياسات القومية. ثالثتها : بذلك التوصيف، فنحن لا نزال نتحدث عن تصور نظري أكثر مما هو حقيقة صلبة يمكن الإمساك بها، وتحديد ملامح واضحة لها، تتجاوز الإعلانات التي دأب الاتحاد الأوروبي علي إعلانها منذ نحو 35 عاما، وتحديدا منذ 'صدمة' حرب أكتوبر 1973، والتي كانت الواقعة التي دفعت أوروبا الموحدة إلي محاولة بلورة دور فعال في المنطقة، لم يتبلور حتي الآن علي نحو مؤثر أو ملموس!! يتضمن الملف تحليلات للمواقف الأوروبية تجاه كل من قضايا: الإصلاح السياسي، وحقوق الإنسان، وعملية السلام، والإسلام، والهجرة .. وهي كلها عناوين أساسية لها آثارها علي مستقبل العلاقات بين الطرفين. غير أن ما يميز هذا الملف تحديدا، وما حرصنا عليه في 'السياسة الدولية'، أن يكون أغلب المساهمين في تلك الموضوعات من الطرف الأوروبي نفسه، ومن خلال مجموعة من الباحثين والخبراء المتميزين في مجالاتهم. فمن المهم تماما أن نعرف كيف يدركون ويتفهمون علاقاتهم مع البلاد العربية جنوب المتوسط، ونحن في مفتتح العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. ونحن في هذا مدينون بالشكر للاتحاد الأوروبي، ممثلا في السفير مارك فرانكو، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي إلي جمهورية مصر العربية، لإسهامه في تيسير مشاركة هؤلاء الباحثين. كما كان له الفضل في إصدار ملحق للعدد يتضمن ترجمة إنجليزية لموضوعات الملف، ليتعرف الجانب الأوروبي أيضا علي الرؤي العربية لتلك القضايا، وليشكل ذلك أساسا لحوارات مستقبلية في هذا الإطار وفي هذا السياق العام، لم يكن غريبا أن يكون هناك تركيز خاص في هذا الملف علي تركيا والدور التركي. فتركيا - بصفة خاصة - جزء لا يتجزأ من أوروبا، ولكنها - من ناحية ثانية أيضا - امتداد ثقافي وحضاري لثقافة وتاريخ الطرف الآخر جنوب المتوسط، أي الطرف العربي الإسلامي. إنها - بعبارة أخري - بوتقة تنصهر فيها الهوية الإسلامية الغالبة، جنوب المتوسط، مع الهوية الأوروبية في شماله. رابط دائم: