الآسيان بين بكين وواشنطن 6-7-2011 مدحت أيوب * باحث رئيسي بمركز الدراسات الأسيوية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة. تطور العلاقات بين الصين ودول الآسيان : تطورت علاقة الصين بالآسيان في العقدين الأخيرين بسرعة كبيرة، حيث أصبحت شريك حوار كاملا للآسيان اعتبارا من الاجتماع الوزاري 29 في يوليو 1996 بجاكرتا. وتصاعدت هذه العلاقات لمستوي أعلي بتوقيع الإعلان المشترك لرؤساء دول وحكومات الآسيان والصين حول الشراكة الاستراتيجية للسلام والرخاء في اجتماع القمة السابع للآسيان في أكتوبر 2003 في بالي بإندونيسيا. وأعقب ذلك تبني خطط العمل الخمسية 2005-2010 لتنفيذ هذا الإعلان في الاجتماع الثامن للقمة الآسيانية- الصينية في نوفمبر 2004 في فنتيان عاصمة لاوس من أجل توسيع وتعميق علاقات الحوار بطريقة شاملة تحقق المصالح المتبادلة، وتطور الشراكة الاستراتيجية من أجل السلام والتنمية والرخاء. واتفق الجانبان علي التعاون في 11 مجالا تشمل الطاقة، والنقل، والثقافة، والصحة العامة، والسياحة، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات، والاستثمارات المتبادلة بتطوير الموارد البشرية، والبيئة، وتطوير مجري نهر 'ميكونج'. وفي 2006، احتفل الجانبان بمناسبة مرور 15 عاما علي بدء علاقات شريك الحوار ليصدر عن الاحتفالية التي جرت في ناننج بالصين بيان مشترك يدفع مجالات الجانبين إلي مستوي علاقات الشراكة الاستراتيجية المتسارعة. وفي هذه الفترة القصيرة، أصبحت الصين والآسيان يرتبطان بعدد من المواثيق المهمة في المجالين السياسي والأمني، منها: - الإعلان المشترك حول التعاون الصيني- الآسياني نحو الألفية الجديدة في 7991. - البيان المشترك حول التعاون في القضايا الأمنية غير التقليدية في 2002. - الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية من أجل السلام والرخاء في 3002. - الإعلان المشترك للقمة الصينية- الآسيانية 6002. وتعد الصين أول دولة شريكة حوار للآسيان تنضم إلي معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرقي آسيا. وقد رحبت الصين بدور الآسيان كقوة تقود وتبادر في دعم التعاون الإقليمي، مثل مبادرة الآسيان+3، ومنتدي الآسيان للتعاون الإقليمي، وقمة شرقي آسيا. ولتفعيل إعلان الأطراف حول السلوك في بحر الصين الجنوبي، عقدت اجتماعات متبادلة بين الصين والآسيان في عام 2006، كما عقدت اجتماعات حول قضايا الأمن غير التقليدية، ووقع الجانبان مذكرت تفاهم في يناير 2004 في بانجكوك، كما عقدا جلسات تشاور منتظمة لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، إضافة إلي جهودهما المشتركة في مكافحة المخدرات. وفي المجال الاقتصادي، وقع الجانبان اتفاقا إطاريا للتعاون الاقتصادي في نوفمبر 2002 لإنشاء منطقة التجارة الحرة الصينية- الآسيانية كي تتحقق كاملة لبروناي، وإندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، وتايلاند، والصين في 2010، ويمتد أجل تحقيقها إلي 2015 إلي كمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام. وفي نوفمبر 2004، وقع الجانبان اتفاقية إنشاء آلية لتسوية المنازعات حول التجارة في السلع، بدأت في النفاذ في 2005 . وعلي هامش اجتماع القمة الآسياني- الصيني العاشر في سيبو بالفلبين في يناير 2007، وقع الجانبان اتفاقية التجارة في الخدمات والتي دخلت حيز التنفيذ من يوليو 2007 . واختتم الجانبان مفاوضات اتفاقية الاستثمار في نوفمبر 2008، وتم توقيع الاتفاقية في أغسطس 2009 في بانجكوك، وهو ما يعني أن الجدول الزمني للاتفاق الإطاري الاقتصادي الشامل يسير في موعده. ولتقوية التعاون الاقتصادي بين الجانبين، أعلنت الصين عن إنشاء صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار يختص بمشروعات التعاون الاستثماري في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد البشرية. وتتواصل مشاورات الجانبين لعقد مذكرات تفاهم حول إنشاء المركز الصيني- الآسياني والتعاون في مجال الملكية الفكرية والقيود الفنية علي التجارة. وفي 2008، بلغ حجم التجارة بين الجانبين 192.5 مليار دولار، بينما كان 59.6 مليار دولار فقط في 2003، بما يجعل الصين الشريك التجاري الثالث للآسيان في 2009 بإجمالي 11.3% من إجمالي تجارة الآسيان. وإضافة إلي ما سبق ذكره من وثائق، فقد وقع الجانبان العديد من مذكرات التفاهم التي تغطي مجالات الصحة، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والنقل، والثقافة، والإعلام، والشباب، والعلوم والتكنولوجيا. رابط دائم: