وفي السياق نفسه، ربطت بين الأحداث الإرهابية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، والتحركات المصرية الخارجية، فقد تم استهداف مطار العريش بعد التحرك المصري في الأمم المتحدة ضد قرارا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن انتقال "داعش" إلى مصر بعد القمة الثلاثية بين مصر، وقبرص، واليونان.
ويستأثر الإرهاب في مصر خلال عام 2018 بالتطورات الدولية، والتوترات في جميع مناطق العالم، والتحديات الاقتصادية، والتكنولوجية، والأمنية، والصراع على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية، وزيادة الهجمات الإلكترونية، وسعي تنظيم "داعش" بعد هزيمته في العراق وسوريا إلى إعادة إنتاج نفسه في شمال إفريقيا، خاصة في سيناء، وجنوب شرق آسيا، وأفغانستان، وباكستان، مع تزايد حرص عدد التنظيمات الإرهابية على مبايعة "داعش"، فضلا عن استمرار وسائل الإعلام على لعب دور الوسيط بين التنظيم في سوريا والعراق والجماعات التكفيرية في شما إفريقيا، بما فيها سيناء.
وعن القوى المحركة لانتشار التنظيمات الإرهابية في مصر، تحدثت عن تزايد عدد الشباب المتعلم، وارتفاع التضخم ومعدلات البطالة، مما يدفع إلى الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، وتصاعد التوترات، بالإضافة إلى طول الحدود المصرية، وصراع تركيا على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
وفي سياق حديثها، أكدت أهمية إدماج الأمن الفكري في التعليم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة في المقررات الدراسية، والاهتمام بدراسة مادة الدين بالمدارس. كما أشارت إلى تجربة بعض الدول في التربية المدنية التي تقوم على تدريس حقوق الإنسان، والانتماء إلى الدولة، والتي من شأنها تأكيد أن الانتماء إلى الدين لا يجبّ الانتماء إلى الدولة، مع ضرورة التركيز على الأنشطة والهويات، لأنها تُخرج الطاقة السلبية عند الطلاب، وتدريس المقررات من خلال الحوار والتعليم النقدي. ودعت إلى ضرورة عقد ورش عمل لتصحيح المفاهيم المغلوطة عند المعلمين، لأنهم هم المسئولون عن تطرف التلاميذ.
التوصيات:
وقد خلصت الحلقة النقاشية إلى مجموعة من التوصيات، نجملها في الاتي:
1- الإسراع في إقرار قانون مساعدة ضحايا التطرف والإرهاب المعروض أمام مجلس النواب منذ ثمانية أشهر.
2- أهمية التعليم الديني في المدراس.
3- الرصد المبكر للانحراف الفكري للشباب.
4- تضافر جهود مؤسسات المجتمع المدني في بناء قدرات المواطن الفرد في مكافحة التطرف والإرهاب.
5- زيادة الدعم المالي واللوجيستي والبشري للقوات الأمنية، وتعزيز قدراتها بما يسمح لها بسرعة الانتشار والتحرك في التعامل مع العمليات الكبرى، وتزايد الوجود في الشارع، لاسيما مع التمدد السكاني.
6- إظهار الجهود المختلفة للدولة (مثل الأزهر، والجامعات، ودار الإفتاء) لمكافحة الإرهاب.
7- تعزيز حلقات الاتصال بين مؤسسات الدولة والإعلام القومي باعتباره شريكا في الحرب على الإرهاب.
8- إنشاء كيان تنسيقي لحراسة وعي المواطن واستثماره. ويساعد هذا الكيان في رسم خريطة الوعي المجتمعي، ومناطق انتقال التطرف.
9- إنشاء دليل تدريبي للمكافح في جميع مؤسسات الدولة، يوضح كيف ينشأ المكافح، والعلوم التي يحتاج إليها، وهو يتعلق بالتنشئة، وقادة الرأي العام.
10- برنامج تدريبي للقائمين على وسائل النشر والدعاية والإعلام الإلكتروني في كيفية مواجهة الإرهاب.
11- اعتماد معايير الخطاب الديني المكافح ومعايير الكراهية.
12- إعداد نموذج لتحليل العلميات الإرهابية الذي يحدّ من الاجتهادات الفردية، التي تؤدي إلى تضارب الآراء والإجراءات.
13- إعداد دليل مفاهيم ضرب شرعنة التطرف، يتضمن تحليل المفاهيم التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية في شرعنة عملياته وتفنيدها.
14- زيادة قدرة الأجهزة الأمنية على توقع العمليات الإرهابية، وربطها بالتحركات المصرية، الإقليمية والدولية.
15- عقد ورش عمل لتصحيح مفاهيم المعلمين.
16- تطبيق قياس التطرف في المدارس والجامعات.
17- الوقاية الفكرية قبل الترشيد الفكري، بمعني تحصين الأفراد من الأفكار المتطرفة والإرهابية.