الحـرب في حقٍ لديك شريعةٌ ** ومن السمُـــوم الناقعـاتِ دواءُ !
وإذا غضبت فإنما هي غضبةٌ ** في الحــق لا ضغنٌ ولا بغضاءُ !
هكذا قال الشاعر/أحمد شوقي عن الرسول في تحية يوم مولده صلى الله عليه وسلم .. ولتصيرهذه الكلمات بمثابة مادة حاكمة وأساسية في دستورالأمن والأمان والحماية للوطن والبشر والعقيدة، وبخاصة عندما تحدق الأخطار بالأوطان؛ وتتكأكأ عليها قوى الطغيان والشر من كل حدبٍ وصوب؛ ويصبح لابديل عن نفخ نفيرالحرب؛ لاستنفارالهمَمْ والمشاعروالالتفاف على قلب رجل واحد؛ لدرء كل الأخطارومواجهة المحن والخطوب .
وتجىء الذكرى العطِرة هذا العام والقلوب دامية؛ وفي الحلوق مرارة العلقم؛ حزنًا على الهجمات الغادرة التي أودت بحياة العشرات من أبنائنا العزل وهم بين يدي الله؛ ولكنها الخيانة التي لاتعترف بقدسية الوطن وأرواح البشرالتي هي نفحة من روح العلي القدير . وقال عنها السيد الرئيس السيسي في خطابه إلى الأمة المصرية بمناسبة المولد النبوي : " ... حادثٌ اقترفته أيدى مجرمين.. تجردوا من أدنى معاني الإنسانية.. ومن أى صفاتٍ للرحمة.. من التي نادى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. نبي الرحمة ..." ، " ... ونتساءل فى الوقت ذاته كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم.. أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة؟... كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذى يحث على التراحم ونشر التسامح .. أن ينشروا الفساد فى الأرض ؟.. بأى منطقٍ إنسانى يحلل البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم فى الحياة؟" .وكان من الطبيعي أن يتهددهم الرئيس ويتوعد بدحرهم بقوة غاشمة متناهية الحسم والحزم للنيل منهم ،وملاحقتهم وكسر شوكتهم في عقر دارهم ،أخذًا بثأر شهدائنا من ناحية،ودفاعًا عن أهلنا وذوينا ومقاتلينا في سيناء الحبيبة،وحتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ترويع الآمنين والمصلين والمتعبدين فلو لم نجد الأمن والأمان في بيوت الله من مساجد وكنائس فأين بالله عليكم سنشعر بالأمان ؟إنها حادثة بشعة بكل المقاييس والمعاني تهدد سلامة الوطن ومواطنيه فالتصدي لمثل هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية أمر لاهوادة فيه كما أكد رئيسنا في مجمل كلمته .أمَّا القتلة الذين اجترؤوا على الله و رسوله و سفكوا هذه الدِّماءَ الطَاهرة في بيت من بيوته،فهؤلاء خوارج و بُغاة و مُفسِدُون في الأرض و تاريخهم في قتل المسلمين و ترويع الآمنين معروف و محفوظ ،مصداقًا لماجاء في كلمة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف في خطبة الجمعة من مسجد الروضة ،فقد أدانهم بشدة وساق وصف النبي
لهم لنتعرف عليهم من خلالها :"فقـد وصفهم بحداثة السن إشارة إلى طيشهم و إندفاعهم و جهلهم و وصفهم بسفاهة العقل و سوء الفهم،و حـذَّر من الاغترار بمظهرهم و بكثرة عبادتهم،و بحفظهم القرآن الكريم ،
فقراءتهم للقُرآن ــ فيما يقول النبي ﷺ ــ لا تجاوز أفواههم و شفاههم إلى قلوبهم و عقولهم ،و وصفهم بالغُلوِّ في الدِّين و الإسراع في تكفير المسلمين تمهيداً لقتلهم و سلب أموالهم و هتك أعراضهم،و قـد أمر النبي صلوات الله عليه بقتلهم و تعقُّبهم و وَعَد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة ". وفهؤلاء هم من توعدهم الحديث الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم:«سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُـفَهَاءُ الأَحْلاَمِ يَقُـولُونَ مِنْ قــول خَــيْرِ البَرِيَّةِ يَقْـرَؤون القُـرآن لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْـرُقُ السَّـهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» .وطالب فضيلة الإمام بضرورة المسارعة بتطبيق حُكْم الله تعالى بقتال هـؤلاء المحاربين لله و رسـوله والساعين في الأرضِ فساداً حمـايةً لأرواح النَّاس و أموالهم و أعراضهم .فهؤلاء جزاؤهم كما تنص عليه الآية الكريمة المائدة: 33:"إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ". إذن فالقوة الغاشمة التي ذكرها الرئيس لم تكن إلا اقتباسًا لما نص عليه القرآن الكريم في معاقبة المفسدين في الأرض ممن على شاكلة هؤلاء الإرهابيين فلم العجب إذن؟!فكلمة الدكتور الطيب جاءت لتؤكد على ماجاء في كلمة الرئيس بالدليل والبرهان بالحديث الشريف والقرىن الكريم بل لقد وجه نداءً إلى أهالي سيناء هذا الجُزء المُقدَّس من أرض مصر و الذين يُعانون من هذا الإرهاب أكثر من غـيرهم بل على شـعب مصر و على مؤسسات الدولة كلها أن تكون جميعاً على قَدْرِ المسئولية و التحدي في مواجهة هذه الحرب الشرسة و هـذا الوباء السَّرطاني الخطـيرعلى حد تعبيره فضيلته .فقد جاءت كلمة شيخ الأزهر بلسمًا يطيب الجروح ويخفف الآلام والنازلة التي لحقت بهذا الجزء الطيب من أرضنا وأهلنا السيناويين ، حين صبرهم بقوله:"و لا نملك إلَّا أن نقول : "إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ".
نُذكِّر أنفسـنا و أهليـنا أهل هذه البلدة الطيبة و القرية الصـابرة على قضـاء الله و قدره بقـول النبي صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ خَيرٌ لهُ و ليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمن إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ كان خَيْرًا لهُ و إنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكان خَيرًا لهُ» .و لستم ــ أيها الصابرون و الصابرات ــ من أهل قرية الروضة بحاجة إلى التذكير بالمنازل العظيمة من الفردوس الأعلى التي يتنعم فيها شهداؤكم من الآباء و الأبناء .وكم كان جميلًا أن يطمئننا على أن هؤلاء الشهداء الأبرار لم يعانوا من آلام القتل ما يعـانيه كل القتلى من الألم فقـد صَـحَّ عنهم صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ أَلَمِ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ من ألم الْقَرْصَةِ» .لافض فوك شيخنا الجليل الدكتور الطيب لقد أرحتنا بكلماتك المهدهدة للنفوس العطشى إلى الإحساس بالأمن والآمان في غد نتمناه نقيًا خاليًا من سوآت المفسدين وشرور البشرية وذكرتنا بما توعد الله به الأشرار في يوم الحساب حيث لاينفع الندم !ولا نملك سوى أن نضم صوتنا لصوتك ونردد مقولتك المؤكدة على عظمة مصر وقدرة جيشها البطل وسواعد أبنائهاو رجال أمنها البواسِل على تجاوزِ هذه المرحلة الصعبة ، و القضاء على هذا الإرهاب الغريب على أرضنا و شبابنا شكلاً و موضوعاً و فكراً و اعتقاداً .وتحيامصر وستحيا مصر عصية على الإنكسار والاندحار فمهما تكالب عليها الأعداء من كل صوب وحدب إنا لمنتصرون بمشيئة الرحمن،فلا شئ يعلو فوق سلامة الأوطان!
رابط دائم: