قبل اكثر من عشرين عاما سأل دبلوماسي عربي المندوب الصيني بمجلس الامن : لماذا تتركون اصدقاؤكم وحلفاؤكم العرب هكذا ؟ اين الفيتو الصيني في مجلس الامن ضد ما يحدث من عربده اسرائيليه ؟ رد المندوب الصيني والذي اعتادت دولته التملص من التزاماتها بالامتناع عن التصويت في اغلب القرارات : " انسوا الصين الان ولمدة عشرون عاما قادمه " واضاف : " نبني انفسنا من جديد ..وسنبدأ بالاقتصاد ولن نتدخل في الخلافات الدوليه قبل الفتره التي ذكرتها لك "!
مرت العشرون عاما بالتمام والكمال ووجدنا الصين تجدد مطالب عودة تايوان الي احضانها ووجدناها في قلب الازمه السوريه ووجدناها في الكثير من الازمات الدوليه .. الامانه تقتضي القول ان مصر لم تسبق دول اخري في اقامة علاقات متميزه مع الصين قبل انقضاء المده المذكوره ..لقد كان " الحياء " من امريكا موجودا وهو ما يدعو مصر الان الي تعويض ما فات بعد ان كانت العلاقات المصريه الصينيه نموذجا في التنسيق الي حد التطابق..منذ شراء القطن المصري بكميه كبيره بعد ثورة يوليو الي اعتراف مصر بالصين في عام 1956 الي تأييد الصين لتأميم مصر لقناة السويس الي ادانة الصين للعدوان الثلاثي الي دعمها لمصر ضد عدوان 67 الي وقوفها مع مصر حتي اخر طلقه في حرب اكتوبر وبعدها ادارت مصر سياستها بمنطق ال 99 % من الاوراق في يد امريكا ولم يتبق للصين شيئا تفعله !
قديما قال احد حكماء السياسه ان ثلاثة دول لو تحدت الهيمنه الامريكيه لتراجعت امريكا وتقلص نفوذها ثم ذكر الهند وايران ومصر واعتقادنا ان الاختيار لم يتم فقط بناء علي نفوذ كل دوله في محيطها وانما لمخونها الحضاري الكبير باعتبارها دول ذات تاريخ طويل وحضارات ممتده واعتقادنا ان الصين يجب ان تكون الرابعه بل وتسبق ايران والهند ..اهم حضارتين علي كوكب الارض مصر والصين رغم ان الاخيره تري الان ان القاره الافريقيه صاحبة المستقبل الواعد لانها تعرف ان افريقيا ظلمت طويلا وتخلف جدا عن غيرها من القارات ولكن الصين تدرك تماما ان مصر بوابتها الي افريقيا حتي في ظل التراجع المصري الذي جري في افريقيا السنوات الطوله الماضيه لكنه في طور التصحيح الان والصين تدرك معني عودة مصر لدورها في افريقيا ولذلك فالتعاون الاوثق قادم لا محاله ولذلك تأتي دعوة مصر لحضور اجتماعات قمة " االبريكس " تمهيدا لدور مصر المنتظر الذي نأمل ان يصل خلال سنوات بسيطه الي ترشيحها بحالها الي عضوية المنظمه نفسها !
رابط دائم: