عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وصفت الولايات المتحدة وحلفاؤها العراق بأنه "دولة خيبت آمال مواطنيها". ولم تكن تلك الاستعارة سوي مدخل لوصفها لاحقا بأنها دولة فاشلة غير قادرة علي أداء وظائفها، بل وتصدر الإرهاب من أراضيها، مما يستدعي ضرورة التدخل لإعادة بنائها، وإنقاذ شعبها من ويلات فشل دولته.
ولم يكن العراق الدولة الأولي التي تعرضت لمحاولات إعادة بناء، حيث شهد المجتمع الدولي ثلاث موجات رئيسية من محاولات إعادة بناء الدول.
تمثلت الموجة الأولي في مشروعات إعادة بناء الدول، التي هزمت في الحرب العالمية الثانية، وهي اليابان وألمانيا. وقد قدمت هذه المشروعات بصورة كبيرة نموذجا ناجحا لإعادة بناء الدولة. وتضمنت الموجة الثانية مشروعات نجحت بصور نسبية ومتباينة في دول شرق أوروبا بالأساس، مثل البوسنة، وكوسوفو، وغيرهما. وأخيرا، طالت الموجة الثالثة بصورة رئيسية -ولا تزال- منطقة الشرق الأوسط، وكان أبرز نماذجها ما شهده كل من العراق وأفغانستان، عقب غزوهما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. ولا خلاف في الأوساط الأكاديمية والسياسية علي أن هذه الجهود كان مصيرها الفشل. (للمزيد طالع المجلة)
رابط دائم: