كان -ولايزال- حلف شمال الأطلسي"الناتو" مثارا للجدل، ليس فقط لكونه إحدي آليات الدول الغربية خلال الحرب الباردة، التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1990، والتي استطاع الحلف التكيف مع السنوات التي تلتها، وإنما بسبب الخلاف داخل الحلف ذاته، سواء بسبب الصراع علي زعامة اللجنتين السياسية أو الأمنية، فضلا عن الجدل حول نسب إسهام أعضاء الحلف الثمانية والعشرين في ميزانية الحلف. حيث بلغ ذلك الجدل مداه خلال الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، والذي وصف الحلف بأنه "شيء من الماضي". وهي التصريحات التي أثارت الكثير من المخاوف، ليس حول مستقبل الحلف كتحالف أمني للدول الغربية فحسب، بل أيضا لكونه الآلية الدفاعية التي لها وجود فاعل وقدرة علي حسم الأزمات، في ظل بوادر ضعف الاتحاد الأوروبي، علي خلفية الانسحاب البريطاني من تلك المنظومة.
ويثير ما سبق أربعة تساؤلات، أولها: ما هي التحديات التي واجهها الحلف منذ انتهاء حقبة الحرب الباردة وحتي الآن؟ ثانيها: ما هي طبيعة العلاقة بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي في ظل التداخل بين عضوية المنظمتين، فضلا عن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مستقبل ذلك التكتل وعلاقته بحلف الناتو؟ ثالثها: ما هي الرؤية الأمريكية للحلف في ظل حكم الرئيس ترامب وتأثير ذلك في مستقبل الحلف؟ رابعها: ما هو مستقبل حلف الناتو في ظل التحولات الإقليمية والعالمية الراهنة؟ (للمزيد طالع المجلة)
رابط دائم: