عرفت جمهورية الصين الشعبية منذ عام 1978 تحولات جذرية أعقبت المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي الصيني، والذي تم فيه تبني برنامج التحديثات الأربعة (الزراعة، والصناعة، والبحث العلمي، والدفاع)، كما جري تغيير واسع في عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب بزيادة كبيرة في إحلال عناصر أقل عمرا، ويغلب عليهم سمة التكنوقراط علي حساب الأكبر سنا، والأيديولوجيين التقليديين(1).
وقد أدت هذه التحولات الجذرية في البنية السياسية الصينية إلي تحول في منظور الصين للعلاقات الدولية، فارقت به المنظور الماوي الأيديولوجي الذي سيطر عليها من عام 1949-.1976 وأصبحت الدعوة للحوار مطلبا صينيا علي المستوي الدولي. وسادت نظرية "الصعود السلمي" ، أو "التنمية السلمية" الصينية، والتي تمثل أحد مؤشرات التحول العميقة في المنظور الصيني للعلاقات الدولية، والتي تمتد جذور سماتها إلي مبدأ التعايش السلمي الذي طرحه الاتحاد السوفيتي، وتسبب في شقاق لاحق مع القيادة الماوية الصينية.
رابط دائم: