لعل وقائع مؤتمر القمة العربية (مقديشيو يوليو 2016)، تشير إلي آفاق وحدود دور الأمين العام لجامعة الدول العربية. فالأمين العام الجديد، الذي لم يكن قد مضي علي تسلمه المسئولية إلا أيام قليلة، انطلق في حركية واضحة، يطرح أفكاره، ويحاور وسائل الإعلام، ويشير إلي توقع حضور عدد كبير من الملوك والرؤساء، وإلي بحث موضوعات جادة مثل إنشاء القوة العربية المشتركة. وكان واضحا وجود ترحيب لدي قطاعات من الإعلام والرأي العام، بل من بعض الأطراف الرسمية أيضا، بهذا النشاط، حيث أطلق علي القمة العربية في موريتانيا "قمة الأمل".
وقد حذر البعض من المضي في إثارة التوقعات بإمكانية إجراء تغير سريع في مستوي أداء الجامعة العربية. ذلك أن دورها تقلص علي مدي سنوات، وعضويتها علي الورق تخالف الواقع لكثرة عدد الدول الفاشلة، والهامشية، والمنهكة في نزاعات وقلاقل، مع التسليم بأن إمكانيات الأمانة العامة لم تتمكن من ملاحقة متطلبات العمل الإقليمي والدولي المعاصر. وكانت هناك نصائح بأهمية "إدارة التوقعات" management of expectations لتلافي الشعور المبكر بالإحباط لدي الرأي العام، ولدي فريق العمل بالجامعة، وصارت الأمور كما شاهدنا. اعتذرت المغرب عن عدم الاستضافة، وأصرت موريتانيا عليها، وغاب معظم الملوك والرؤساء، وتأخر الافتتاح، كما كان هناك تسرع في المعالجة، ثم صدور بيان مشترك يعكس الحد الأدني من التوافق. فلا ذكر للقوة العربية المشتركة، وعاد الحديث مجددا عن مدي فائدة جامعة الدول العربية.
رابط دائم: